الناعق يوجب الميل اليها، و يحتمل أن
يكون الناطق و الناعق استعارة لمتاع الدّنيا و مالها، فانّه لما كان يرغب فيها
بلسان حاله و يدعو إليها شبه بالنّاطق و الناعق.
استعاره (و لا
تستضيئوا باشراقها و لا تفتنوا باعلاقها) استعار لفظ الاشراق لزينة الدّنيا و
زخارفها و زبرجها و أموالها و لفظ الاستضاءة للالتذاذ و الابتهاج بتلك الزخارف أى
لا تبتهجوا بزخارف الدّنيا و لا تفتنوا بنفايسها.
و لما نهي عن
شيم البارق و سماع الناطق و اجابة الناعق و عن الاستضاءة بالاشراق و الافتتان
بالاعلاق، أردفه بالاشارة إلى علل تلك المناهي فعلل النهي عن شيم البارق بقوله:
استعاره (فانّ
برقها خالب) أى خال من المطر فيكون الشيم و النظر خاليا من الثمر قال الشارح
البحراني: استعار لفظ الخالب لما لاح من مطامعها، و وجه المشابهة كون
مطامعها و آمالها غير مدركة و إن ادرك بعضها ففي معرض الزوال كان لم يحصل فاشبهت
البرق الذي لا ماء فيه و ان حصل معه ضعيف غير منتفع به فلذلك لا ينبغي أن يشام
بارقها.
و علل النهى
عن سماع الناطق و اجابة الناعق بقوله (و نطقها كاذب) أى ناطقها كاذب لأنّ قوله
مخالف لنفس الأمر و ما يزيّنه و يرغب فيه و يدعو إليه كسراب بقيعة يحسبه الظمان
ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئا.
و علّل
النّهى عن الاستضاءة بالاشراق بقوله (و أموالها محروبة) أى مأخوذة بتمامها،
و ما شأنها ذلك فلا يجوز الابتهاج و الشعف بها.
و علّل النهى
عن الفتون بالاعلاق بقوله (و اعلاقها مسلوبة) أى منهوبة مختلسة و
ما حالها ذلك فكيف يفتن بها و يمال إليها، ثمّ وصف الدّنيا بأوصاف اخرى منفرة عنها
فقال:
تشبيه
البليغ- تشبيه المعقول بالمحسوس (ألا و هي المتصدّية العنون) أى مثل
المرأة الفاجرة المتصدّية المتعرّضة للرجال المولعة في التعرّض لهم، و هو من
التشبيه البليغ و من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس، و وجه الشبه أنّ المرأة
الموصوفة كما تزين نفسها و تعرضها على الرجال لتخدعهم عن أنفسهم فكذلك الدّنيا
تتعرّض بقيناتها لأهلها فتخدعهم.