responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 24

و قرّره الشارح البحرانى بتقرير أوضح و هو أنّ هذه الأجسام كلّها مشتركة في الجسميّة و اختصاص كلّ منها بما يميّز به من الصّفات المتعدّدة ليست للجسميّة و لوازمها، و إلّا وجب لكلّ منها ما وجب للاخر، ضرورة اشتراكها في علّة الاختصاص فلا مميّز له هذا خلف، و لا لشي‌ء من عوارض الجسمية لأنّ الكلام في اختصاص كلّ منها بذلك العارض كالكلام في الأوّل و يلزم التسلسل، فيبقى أن يكون لأمر خارج عنها هو الفاعل الحكيم المخصص لكل منها بحدّ من الحكمة و المصلحة.

أقول: و قد اشير إلى هذا الاستدلال في قوله عزّ و جلّ‌ وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ وَ مِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَ مِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌.

قال الطبرسيّ: أى من دلالاته على وحدانيّته و كمال قدرته‌ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ و ما فيهما من عجايب خلقه و بدايع صنعه مثل ما في السّموات من النجوم و الشمس و القمر و جريها في مجاريها على غاية الاتّساق و النظام، و ما في الأرض من الجماد و النبات و الحيوان المخلوقة على وجه الاحكام.

وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ‌ الألسنة جمع لسان و اختلافها هو أن ينشأها اللّه مختلفة في الشّكل و الهيئة و التركيب فيختلف نغماتها و أصواتها حتّى أنّه لا يشتبه صوتان من نفسين هما اخوان، و قيل: إنّ اختلاف الألسنة هو اختلاف اللغات من العربيّة و العجميّة و غيرهما، و لا شي‌ء من الحيوانات يتفاوت لغاتها كتفاوت لغات الانسان فان كانت اللّغات توقيفيّا من قبل اللّه فهو الذي فعلها، و إن كانت مواضعة من قبل العباد فهو الذي يسرها.

وَ أَلْوانِكُمْ‌ أى و اختلاف ألوانكم من البياض و الحمرة و الصّفرة و السّمرة و غيرها فلا يشبه أحد أحدا مع التشاكل في الخلقة، و ما ذلك إلّا للتراكيب البديعة و اللّطائف العجيبة الدالّة على كمال قدرته و حكمته حتى لا يشتبه اثنان من النّاس و لا يلتبسان مع كثرتهم.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 11  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست