(فان
شبّهته بما أنبتت الأرض) من الأزهار و الأنوار (قلت جنيّ جنى من
زهرة كلّ ربيع) و نوره في اختلاف ألوانه و أضباعه (و إن ضاهيته) أى شاكلته و
شبّهته بالملابس (فهو كموشىّ الحلل) المنقّشة بكلّ نقش في البهجة و النضارة (أو) ك (مونق عصب
اليمن) أى كبرد يمانيّ مصبوغ معجب (و ان شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات
ألوان) مختلفة (قد نطّقت باللّجين المكلّل) أى جعلت الفضّة
كالنّطاق لها.
تشبيه [و ان
شاكلته بالحليّ فهو كفصوص ذات ألوان] قال الشارح البحراني: شبّهه بالفصوص المختلفة
الألوان المنطّقة في الفضة أى المرصّعة في صفايح الفضّة و المكلّل الذي جعل كالاكليل
بذلك الترصيع، فيكون حاصل كلامه 7 تشبيهه قصب ريشه بصفايح من فضّة
رصّعت بالفصوص المختلفة الألوان، فهى كالاكليل بذلك الترصيع، و لكنّ الأظهر أنّ
المكلّل وصف للّجين فافهم.
ثمّ أخذ في
وصف مشيه و ضحكه فقال 7 (يمشى مشى المرح المختال) أى كمشى
الفرحان المعجب بنفسه (و يتصفّح) أى يقلب جناحه و ذنبه (فيقهقه ضاحكا
لجمال سرباله) أى حسن قميصه (و أصابيغ وشاحه) أى ألوان لباسه (فاذا رمى
ببصره نحو قوائمه) و رأى سماحتها (زقا) و صاح (معولا
بصوت) أى رافعا صوته بالبكاء و النّياح كنايه (يكاد يبين) أى يظعن و
يرتحل و هو كناية عن الموت (عن استغاثته و يشهد) عويله (بصادق
توجّعه) و يفصح عن شدّة تفجّعه و ذلك (لأنّ قوائمه حمش) دقاق (كقوائم
الدّيكة الخلاسيّة) التي عرفت معناها (و قد نجمت) أى طلعت استعاره (من ظنبوب
ساقه صيصية) و هي في الأصل شوكة الحائك التي يسوّى بها السّداة و اللّحمة،
فاستعيرت لصيصية الطائر الّتي في رجله (خفيّة) ليست بجليّة كما
للدّيك.
استعاره ثمّ
أخذ في وصف قنزعته بقوله: (و له في موضع العرف) مستعار عن عرف
الدّابة و هو شعر عنقه (قنزعة) و هى رويشات يسيرة طوال في مؤخّر رأسه بارزة