responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 405

(و قال) في سورة الحديد مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ‌ و نحوه في سورة البقرة إلّا أنّ فيها بدل قوله: وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ‌:

أَضْعافاً كَثِيرَةً.

قال في مجمع البيان: ثمّ حث اللّه سبحانه على الانفاق فقال‌ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ‌ أى ينفق في سبيل اللّه و طاعته، و المراد به الأمر قَرْضاً حَسَناً و القرض الحسن أن ينفق من حلال و لا يفسده بمنّ و لا أذى، و قيل: هو أن يكون محتسبا طيّبا به نفسه، و قيل: هو أن يكون حسن الموقع عند الانفاق فلا يكون خسيسا، و الأولى أن يكون جامعا لهذه الأمور كلّها فلا تنافي بينها فَيُضاعِفَهُ لَهُ‌ أى يضاعف له الجزاء من بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ‌ أى جزاء خالص لا يشوبه صفة نقص، فالكريم الّذي من شأنه أن يعطى الخير الكثير فلما كان ذلك الأجر يعطى النفع العظيم وصف بالكريم و الأجر الكريم هو الجنّة.

و لما كان ظاهر النصرة موهما لكونها من الذلّة، و ظاهر القرض موهما لكونه من القلّة أردف ذلك من باب الاحتراس بقوله‌ (فلم يستنصركم من ذلّ و لم يستقرضكم من قلّ) أى ليس استنصاره و استقراضه من أجل الذلّة و القلّة حسبما زعمته اليهود و قالوا: إنما يستقرض منّا ربّنا عن عوز فانما هو فقير و نحن أغنياء فأنزل اللّه سبحانه‌ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ بل سمّى نصرة دينه و نبيّه نصرة له و الانفاق في سبيله قرضا تلطّفا للدّعاء إلى فعلهما و تأكيدا للجزاء عليهما، فانّ النّصر يوجب المكافاة و القرض يوجب العوض.

و إليه أشار بقوله‌ (استنصركم و له جنود السّموات و الأرض و هو العزيز الحكيم) يعني أنّه عزيز في سلطانه أي قادر قاهر لا يتمكّن أحد أن يمنعه من عذاب من يريد عذابه، ذو قدرة على الانتقام من أعدائه، و انّه حكيم في أفعاله واضع كلّا منها في مقام صالح له و لايق به.

(و استقرضكم و له خزائن السّموات و الأرض و هو الغنيّ الحميد) يعني غنيّ بنفسه عن غيره غير مفتقر إلى شي‌ء من مخلوقاته و محمود في أفعاله و صنايعه و أحكامه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست