المختار
(و) لا يغيب عنه (ما تسقط من ورقة تزيلها
عن مسقطها عواصف الأنواء و انهطال السماء) أى الرياح الشديدة
المنسوبة إلى الأنواء و
انصباب الأمطار.
و النّوء
سقوط نجم من منازل القمر الثمانية و العشرين الّتي عرفتها تفصيلا في شرح الفصل
الرابع من فصول المختار التسعين في المغرب[1]
مع الفجر و طلوع رقيبه من المشرق من ساعته مقابلا له في كلّ ليلة إلى ثلاثة عشر
يوما، و هكذا كلّ نجم منها إلى انقضاء السنة إلّا الجبهة فانّ لها أربعة عشر يوما.
و فى البحار
من معاني الأخبار مسندا عن الباقر 7 قال: ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر
بالانساب، و الطعن في الأحساب، و الاستسقاء بالأنواء.
قال الصّدوق
(ره) أخبرني محمّد بن هارون الزنجاني عن عليّ بن عبد العزيز عن أبي عبيد أنّه قال:
سمعت عدّة من أهل العلم يقولون: إنّ الأنواء ثمانية و عشرون نجما معروفة المطالع
في أزمنة السنة كلّها من الصّيف و الشتاء و الرّبيع و الخريف، يسقط منها في كلّ
ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخر يقابله في المشرق من
ساعته، و كلاهما معلوم مسمّى و انقضاء هذه الثمانية و العشرين كلّها مع انقضاء
السنة، ثمّ يرجع الأمر إلى النجم الأوّل مع استيناف السنة المقبلة و كانت في
الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا: لا بدّ أن يكون عند ذلك رياح و مطر،
فينسبون كلّ غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون مطرنا بنوء
الثريّا و الدّبران و السماك، و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي الأنواء
واحدها نوء و إنما سمّى نوء لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق
بالطلوع و هو ينوء نوء، و ذلك النهوض هو النوء فسمّى النجم به و كذلك كلّ ناهض
ينتقل بابطاء فانّه ينوء عند نهوضه، قال اللّه تبارك و تعالى:
لَتَنُوأُ
بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ.
و فيه عن
الجزرى في النهاية قال: قد تكرّر ذكر النوء و الأنواء في الحديث و منه الحديث:
مطرنا بنوء كذا قال: و إنما غلّظ النبيّ 6 في أمر الأنواء،
لأنّ