الحروف و الأصوات المسموعة و هذه الحروف
المسموعة إنّما تتمّ كلاما مفهوما إذا كان الانتظام على أحد الوجوه الّتى يحصل لها
الافهام، و ذلك بأن يكون خبرا أو مرا أو نهيا أو استفهاما أو تنبيها و هو الشامل
للتمنّى و الترجّى و التعجّب و القسم و النداء، و لا وجود له إلّا في هذه
الجزئيات.
و الّذين
اثبتوا قدم الكلام اختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّ كلامه تعالى واحد مغاير لهذه
المعاني، و ذهب آخرون إلى تعدّده، و الّذين أثبتوا وحدته خالفوا جميع العقلاء في
اثبات شيء لا يتصوّرونه هم و لا خصومهم، و من أثبت للّه وصفا لا يعقله لا يتصوّره
هو و لا غيره كيف يجوز أن يجعل إماما يقتدى به و يناط بكلامه لأحكام.
تكملة
قد اشرنا إلى
أنّ هذا الكلام مروىّ عنه 7 في غير واحد من الأصول المعتبرة من؟؟ طرق
مختلفة مع اختلاف في متنه، و ينبغي أن نروى ما فيها على ما جرى عليه ديدننا؟؟؟ في
هذا الشرح فأقول:
روى ثقة
الاسلام محمّد بن يعقوب الكلينيّ قدّس اللّه روحه في باب جوامع التوحيد عن محمّد
بن أبي عبد اللّه رفعه عن أبي عبد اللّه 7 قال: بينا أمير المؤمنين
7 يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب ذو لسان بليغ في
الخطب شجاع القلب فقال:
أمير
المؤمنين هل رأيت ربّك؟ فقال 7: ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد ربّا لم أره،
فقال: يا أمير المؤمنين كيف رأيته؟ فقال: ويلك يا ذعلب لم تره العيون بمشاهدة؟؟؟
الأبصار و لكن رأته القلوب بحقايق الايمان، ويلك يا ذعلب إنّ ربّي لطيف الطافة؟؟
لا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر، جليل
الجلالة لا يوصف بالغلظ، قبل كلّ شيء لا يقال شيء قبله، و بعد كلّ شيء لا يقال
له بعد، شاء الأشياء لا بهمّة، درّاك لا بخديعة، في الأشياء كلّها غير متمازج