(و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله
المجتبى) المصطفى
(من خلائقه) و قد عرفت توضيحه في شرح الخطبة الثّالثة و
التسعين (و المعتام لشرح حقايقه) أى المختار لشرح حقايق توحيده أى لايضاح العلوم الالهيّة (و المختصّ بعقائل كراماته)
النفيسة من الكمالات النفسانيّة و الأخلاق الكريمة الّتي اقتدر معها على هداية
الأنام و تأسيس أساس الاسلام (و المصطفى لكرائم
رسالاته) أى لرسالاته الكريمة الشريفة و جمعها باعتبار
تعدّد أفراد الأوامر و الأحكام النازلة عليه، فانّ كلّ أمر أمر بتبليغه و أدائه
رسالة مستقلّة و ان كان باعتبار المجموع رسالة واحدة
(و الموضحة به أشراط الهدى) أى أعلام الهداية فقد أوضح
بقوله و فعله و تقريره ما يوجب هداية الأنام إلى النهج القويم و الصراط المستقيم (و المجلوّ به غربيب العمى) أى
المنكشف بنور نبوّته ظلمات الجهالة.
الفصل
الثالث في تنبيه الراكنين إلى الدّنيا و ايقاظ الغافلين عن العقبى
و هو قوله (أيّها
الناس إنّ الدّنيا تغرّ المؤمّل لها و المخلد إليها) و ذلك مشهود بالعيان
معلوم بالتجربة و الوجدان، فانّا نرى كثيرا من المؤمّلين لها و الراكنين إليها
تعرض لهم مطالب وهميّة خياليّة فتوجب ذلك طول أملهم فيختطفهم الموت دون نيلها و
ينكشف بطلان تلك الخيالات، و قد تقدّم تفصيل ذلك في شرح الخطبة الثانية و
الأربعين (و لا تنفس بمن نافس فيها) أى لا تضنن ممّن ضنن[1]
بها لنفاستها، بل ترميه بالنوائب و الالام و بسهام المصائب و الأسقام (و تغلب
من غلب عليها) أى من ملكها و أخذها بالقهر و الغلبة فعن قليل تقهره و تهلكه.