responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 251

عن مشاهدة الأثر كنفس المؤثر و الصفا و التراب سيّان في اختفاء الدّبيب فيها على كلّ منهما، و الثاني مسلّم إلّا أنّه إذا كان في النّهار فهو مشاهد لكلّ أحد و معلوم بنفسه من دون حاجة إلى الاستدلال بالأثر من غير فرق أيضا في ظهوره بين كونه على الصّفا و بين كونه على التراب.

إلّا أن يقال: إنّه مع كونه في اللّيل على التراب يبقى أثره إلى النهار فيمكن حصول العلم به منه، بخلاف ما إذا كان على الصّفا فلا يكون له أثر أصلا حتّى يبقى إلى النهار و يتحصّل منه العلم.

و لكن يتوجّه عليه إنّ ظاهر القضيّة أنّه لا يخفى عليه دبيبه حين دبّه أعنى في اللّيلة المظلمة و لا مقيل الذرّ حين قيلولتها.

فان قلت: هذا مسلّم لو جعلنا قوله: في اللّيلة الظلماء قيدا لكلا الأمرين، أمّا لو جعلناه قيدا للأخير فقط لارتفع الاشكال.

قلت: لابدّ من إرجاع القيد إليهما جميعا إذ الدّبيب الحاصل في النهار مشاهد لكلّ أحد و مرئىّ معلوم و لا اختصاص لعدم اختفائه باللّه سبحانه حتّى يتمدّح به.

و الّذي يلوح للخاطر في سرّ التخصيص هو أنّ غالب أفراد الحيوان و منها النمل إذا سارت بالليل على التراب لا يظهر صوت قوائمها و حوافرها للين التراب، فيختفى سيرها غالبا على الناس، و أمّا إذا صارت على الصّفا فيطلع عليه النّاس لظهور صوت الحوافر و الأقدام، و أمّا النمل فلا يظهر دبيبه عليه أيضا لخفّة جرمه و صغر جثّته، فمدح اللّه سبحانه بأنّ النمل الّذى اختفى دبيبه على الصّفا على النّاس فضلا عن التراب لم يعزب عليه سبحانه دبيبه مع فرط خفائه فافهم جيّدا.

و كيف كان فقد ظهر من ذلك كلّه أى مما ذكره 7 هنا و ما ذكرناه و ممّا قدمه و قدّمناه أنّه لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السّماوات و لا في الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر إلّا في كتاب مبين.

فانقدح منه أنه سبحانه‌ (يعلم مساقط الأوراق) عدل عن نفى المعزوب إلى إثبات العلم على قاعدة اليقين و تصديق علمه بمساقط الأوراق مضافة إلى غيرها قوله‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست