responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 249

العرش غير الجزء الحاصل منه في شمال العرش فيكون مركّبا مؤلفا من الأجزاء المقدارية و مركبا من صورة زيادة، و كلّ من كان كذلك يحتاج إلى مؤلّف و مركّب و الحاجة من أوصاف الممكن، هذا.

و هذه الأدلّة الثلاث كما يبطل كونه جالسا على العرش كذلك تبطل كونه محويا للمكان أىّ مكان كان كما هو غير خفىّ على الفطن العارف فتدبّر.

(و لا يصفه لسان) أى لا يقدر لسان على وصفه و مدحه لأنّ اللّسان إنّما هو ترجمان للقلب معبّر عن المعاني المخزونة فيه، و القلب إذا كان عاجزا عن البلوغ إلى وصفه و عن تعقّل صفاته فاللّسان أعجز و ألكن.

بيان ذلك أنّ وصف الشي‌ء و الثّناء عليه إنّما يتصوّر إذا كان مطابقا لما هو عليه في نفس الأمر، و ذلك غير ممكن إلّا بتعقّل ذاته و كنهه، لكن لا يمكن للعقول تعقّل ذاته سبحانه و تعقّل ما له من صفات الكمال و نعوت الجلال، لأنّ ذلك التعقّل إمّا بحصول صورة مساوية لذاته تعالى و صفاته الحقيقيّة الذاتيّة أو بحضور حقيقته و شهود ذاته المقدّسة و الأوّل محال إذ لا مثل لذاته كما قال عزّ من قائل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ، لأنّ كلّ ما له مثل أو صورة مساوية له فهو ذو جهة كلّية و هو تعالى لا مهيّة له، و الثاني أيضا كذلك إذ كلّ ما سواه من العقول و النفوس و الذّوات و الهويّات معلول له مقهور تحت جلاله و عظمته و كبريائه كانقهار عين الخفّاش تحت نور الشمس، فلا يمكن للعقول لقصورها عن درجة الكمال الواجبي إدراك ذاته على وجه الاكتناه و الاحاطة، بل كلّ عقل له مقام معلوم لا يقدر على التعدّي عنه إلى ما فوقه، و لهذا قال جبرئيل الأمين لما تخلّف عن خير المرسلين ليلة المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت، فأنّى للعقول البشريّة الاطلاع على النعوت الالهيّة و الصّفات الأحديّة على ما هى عليه من كمالها.

فالقول و الكلام و إن كان في غاية الجودة و البلاغة و اللّسان و البيان و إن كان في نهاية الحدّة و الفصاحة يقف دون أدنى مراتب مدحه، و المادحون و إن صرفوا جهدهم و بذلوا وسعهم و طاقتهم في وصفه و الثناء عليه فهم بمراحل البعد عمّا هو ثناء عليه‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست