responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 217

الدّنيا و نكال الاخرة في الامساك عن فضول الكلام، و إليه أشار بقوله‌ (و اللّه ما أرى عبدا يتقى تقوى تنفعه حتّى يختزن لسانه) فانّ التقوى النافع هو ما يحفظه من غضب الجبّار و ينجيه من عذاب النّار، و لا يحصّل ذلك إلّا بالاتّقاء من جميع المحرّمات و الموبقات الموقعة في الجحيم و السخط العظيم، و الكذب و الغيبة و الهجاء و السّعاية و النّميمة و القذف و السّب و نحوها من حصائد الألسنة من أعظم تلك الموبقات، فلا بدّ من الاتّقاء منها و اختزان اللّسان عنها.

و لما أمر باختزان اللسان و نبّه على توقّف التقوى النّافع عليه أردفه بالتنبيه على أنّ اختزانه من فضول الكلام و سقطات الألفاظ من خواصّ المؤمن و عدم اختزانه من أوصاف المنافق و ذلك قوله: (و انّ لسان المؤمن من وراء قلبه) يعني أنّ لسانه تابع لقلبه‌ (و انّ قلب المنافق من وراء لسانه) يعني قلبه تابع للسانه.

بيان ذلك ما أشار بقوله‌ (لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه) و تفكّر في عاقبته‌ (فان كان خيرا) و رشدا تكلّم به أى أظهره و (أبداه و ان كان شرّا) و غيّا اختزن لسانه عنه أى‌ (واراه) و أخفاه فكان لسانه تابع قلبه حيث انه نطق به بعد حكم العقل و إجازته‌ (و انّ المنافق) يسبق حذفات لسانه و فلتات كلامه مراجعة فكره و (يتكلّم) من دون فكر و رويّة (بما أتى على لسانه لا يدرى ما ذا له و ما ذا عليه) فكان قلبه تابع لسانه لأنه بادر إلى التكلّم من غير ملاحظة ثمّ رجع إلى قلبه فعرف أنّ ما تكلّم به مضرّة له.

ثمّ استشهد بالحديث النبوى 6 على أنّ استقامة الايمان إنّما هو باستقامه اللسان على الحقّ و خزنه عن الباطل و هو قوله‌ (و لقد قال رسول اللّه 6 لا يستقيم ايمان عبد حتّى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه) ظاهر هذا الحديث يفيد ترتّب استقامة الايمان على استقامة القلب و ترتّب استقامة القلب على استقامة اللّسان.

أمّا ترتّب الأوّل على الثّاني فلا غبار عليه، لأنّ الايمان حسبما عرفت في شرح الخطبة المأة و التاسعة عبارة عن الاعتراف باللّسان و الاذعان بالجنان فاستقامة

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 10  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست