و من خطبة له 7 و هى المأة
و الخامسة و السبعون من المختار في باب الخطب
قال الشارح
البحراني: روى انّ هذه الخطبة من أوائل الخطب التي خطب بها أيّام بويع بعد قتل
عثمان، و شرحها في فصلين:
الفصل
الاول
انتفعوا
ببيان اللّه، و اتّعظوا بمواعظ اللّه، و اقبلوا نصيحة اللّه فإنّ اللّه قد أعذر
إليكم بالجليّة، و اتّخذ عليكم بالحجّة، و بيّن لكم محابّه من الأعمال و مكارهه
منها لتتّبعوا هذه و تجتنبوا هذه، فإنّ رسول اللّه 6
كان يقول: إنّ الجنّة حفّت بالمكاره و إنّ النّار حفّت بالشّهوات. و اعلموا أنّه
ما من طاعة اللّه شيء إلّا يأتي في كره، و ما من معصية اللّه شيء إلّا يأتي في
شهوة، فرحم اللّه رجلا نزع عن شهوته، و قمع هوي نفسه، فإنّ هذه النّفس أبعد شيء
منزعا، و إنّها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى. و اعلموا عباد اللّه أنّ المؤمن لا
يصبح و لا يمسي إلّا و نفسه ظنون عنده، فلا يزال زاريا عليها و مستزيدا لها،
فكونوا كالسّابقين قبلكم،