توفاه اللّه و وصيّه قد استشهد بالكوفة و
هذا من حواريه ثمّ يأتيك ذليلا خاشعا فيقول لك أيّها الشخص العظيم قد أهلتني لما
لم استحقّه فبم تأمرني؟ فتقول استر تلميذي هذين عندك و تشرف على ديرك هذا فانظر ما
ذا ترى، فاذا قال لك إنّى أرى خيلا غامرة نحونا.
فخلّف
تلميذيك عنده و انزل و اركب فرسك و اقصد نحو غار على شاطىء الدّجلة تستتر فيه
فانّه لا بدّ من أن يسترك و فيه فسقة من الجنّ و الانس، فاذا استترت فيه عرفك فاسق
من مردة الجنّ يظهر لك بصورة تنّين فينهشك نهشا يبالغ في اضعافك فينفر فرسك فتبدر
بك الخيل فيقولون هذا فرس عمرو و يقفون اثره.
فاذا أحسست
بهم دون الغار فابرز إليهم بين دجلة و الجادّة فقف لهم في تلك البقعة فانّ اللّه
جعلها حفرتك و حرمك فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حتّى يأتيك أمر اللّه فاذا
غلبوك حزّوا رأسك و شهروه على قناة إلى معاوية و رأسك أوّل رأس يشهر في الاسلام من
بلد إلى بلد.
ثمّ بكى أمير
المؤمنين 7 و قال: بنفسى ريحانة رسول اللّه 6 و
ثمرة فؤاده و قرّة عينه ابني الحسين فانّى رأيته يسير و ذراريه بعدك يا عمرو من
كربلا بغربى الفرات إلى يزيد بن معاوية عليهما لعنة اللّه.
ثمّ ينزل
صاحبك المحجوب و المقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك و هو من الدير و الموصل على
مأئة و خمسين خطوة من الدّير.
إلى غير هذه
مما لا نطيل بروايتها، و قد وضح و اتّضح لك مما أوردناه من الاخبار تصديق ما ذكره
7 في هذه الخطبة من علمه 7 بالغيب و أنه يعلم أعمال الناس و
أفعالهم و يطلع على ما أعلنوه و ما أسرّوه، و يعرف مهلك من يهلك و منجى من ينجو، و
يخبر من ذلك ما يتحمّل على من يتحمّل من خواصّه و بطانته سلام اللّه عليه و آله و
شيعته.
الترجمة
از جمله خطب
شريفه آن برگزيده پروردگار و وصىّ رسول مختار است