تخلّص الى ما دعاه لأجله[1]
فقال: (إن أظهرتنا) و نصرتنا (على عدوّنا فجنّبنا عن) الظلم و (البغى و سدّدنا ل) لصواب و ا (لحقّ) و لا تجعلنا كساير المحاربين من الملوك
و السلاطين يحاربون الأعداء للدّنيا لا للدّين فاذا غلبوا أعداءهم يظلمون و عن
البغي و الطغيان لا يمسكون (و إن أظهرتهم) و جعلتهم غالبين (علينا فارزقنا) عظيم الزلفى و (الشهادة و اعصمنا من) الضلال و (الفتنة).
ثمّ أخذ في
تحريض أصحابه على القتال بلفظ مهيج لهم على ايقاد نار الحرب و إضرامها فقال: (أين
المانع للذّمار) اللّام للجنس و الاستفهام للالهاب (و الغائر عند
نزول الحقائق من أهل الحفاظ) أي صاحب الغيرة و الحميّة من أهل المحافظة
عند نزول الشدائد و النوازل الثابتة (العار وراءكم) و في بعض النسخ
النار بدل العار (و الجنّة أمامكم) يعنى في الهرب و الادبار من الحرب عار في
الأعقاب و نار يوم الحساب و في الاقبال و التقدم عليه الجنّة و حسن الماب، فمن
تولّى عنه خسر و خاب و من سعى إليه نال عظيم الثواب.
تذييل
روى العلّامة
المجلسيّ (ره) في البحار هذا الكلام له 7 من كتاب صفّين لنصر بن مزاحم
قال: قال نصر حدّثنا عمر بن سعد عن عبد الرّحمان بن جندب عن أبيه قال: لما كان
غداة الخميس لسبع خلون من صفر سنة سبع و ثلاثين و صلّى علىّ 7 الغداة
فغلّس ما رأيت عليّا 7 غلّس بالغداة أشدّ من تغليسه يومئذ و خرج بالناس
إلى أهل الشّام فزحف نحوهم و كان هو يبدئهم و يسير إليهم فاذا رأوه قد زحف
استقبلوه بزحوفهم.
و عن عمر بن
سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب قال لمّا خرج عليّ 7
[1] و ذلك لأنّ من آداب الدعاء و شرايط الاستجابة التمجيد و
الثناء قبله كما قال أبو عبد اللّه 7 في رواية الكافي اذا طلب أحدكم
الحاجة فليثن على ربه و ليمدحه فانّ الرجل اذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من
الكلام أحسن ما يقدر عليه فاذا طلبتم الحاجة فمجّدوا اللّه العزيز الجبار و امدحوه
و أثنوا عليه. الحديث( منه ره).