خمسمائة عام فكيف يتصوّر الملاصقة و
المماسة، فلا يلتفت إلى براهينهم العقليّة التي أقاموها على ذلك.
و قد مرّ في
رواية الرّوضة قول أبي جعفر 7 للشّامي: استغفر ربّك، فانه لمّا كان
معتقدا بمثل ما قاله الحكماء بالأخذ عن كتبهم أمره بالاستغفار، فيدل على تحريم هذا
الاعتقاد و أمثاله، فابطل الملاصقة و الالتزاق بينهما.
الخامس
أن قوله 7:
ثُمَّ
زَيَّنَها بِزينَةٍ الكَواكِبِ.
قد بيّنا
سابقا أن الضّمير فيه محتمل الرّجوع إلى السّفلى و الرّجوع إلى السّماوات باعتبار
أن تزيين البعض تزيين الجميع، و اللّازم في المقام تحقيق محلّ الكواكب و تعيينه.
فأقول: الذي
ذهب إليه أصحاب الهيئة بل ادّعي اتفاقهم عليه هو أنّ الثّوابت كلها في الفلك
الثّامن، و أمّا السّيارات فالمشهور أن القمر في الفلك الذي هو أقرب الينا، ثم
عطارد، ثم زهرة، ثم الشّمس، ثم المرّيخ، ثم المشتري، ثم زحل، و فوقها فلك الثّوابت
المسمّى بلسان الشّرع بالكرسي، ثم فلك الأطلس الذي هو غير مكوكب و يسمّى في لسان
الشّرع بالعرش، و اختار هذا المذهب في المقام الشّارح البحراني.
و ذهب طائفة
و منهم السّيد الجزايري و الشّارح المعتزلي إلى أنّها في السّماء الدّنيا، و مال
إليه شيخنا البهائي على ما عزي إليه، و يظهر من كلام الفخر الرّازي ميله إليه
أيضا، و هو الأظهر.
لنا ظاهر
قوله سبحانه في سورة الصّافات:
إِنَّا
زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ
شَيْطانٍ مارِدٍ و في سورة السّجدة وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا
بِمَصابِيحَ