ثمّ اعتذر عن بعض ما اتّفق في الكتاب من
الرّوايات المكرّرة بقوله: (و ربّما جاء في اثناء هذا الاختيار) و تضاعيفه (اللفظ
المردّد و المعنى المكرّر) حسبما تطلع عليه إن شاء اللّه في مقامه باشارة من
السّيد أو تنبيه منّا (و العذر في ذلك) التكرار (أن روايات كلامه 7
تختلف اختلافا شديدا) قال الشّارح البحراني: سبب الاختلاف يحتمل وجهين.
أحدهما أنّه
7 ربما تكلّم بالمعنى الواحد مرّتين أو أكثر بألفاظ مختلفة، كما هو شأن
البلغاء، و أهل الفصاحة، فينقله السّامعون باللّفظ الأول و الثّاني، فيختلف
الرّواية.
الثّاني أنّ
النّاس في الصّدر الأوّل كانوا يتلقّفون الكلام من أفواه الخطباء، و يحفظونها على
الولاء فربّما لا يتمكن السّامع من حفظ كلّ اللفظ، و مراعات ترتيبه، فيقع بسبب ذلك
اختلاف في التّرتيب أو نقصان في الرّواية، و ربّما راعى بعضهم حفظ المعنى من دون
ضبط الألفاظ، فأورد في اللّفظ زيادة و نقصانا (فربّما اتّفق الكلام المختار في
رواية فنقل على وجهه، ثم وجد بعد ذلك) الوجه المنقول (في رواية اخرى موضوعا غير
وضعه الأوّل) و مغايرتهما (إمّا بزيادة مختارة أو بلفظ أحسن عبارة) من المرويّ
أوّلا (فتقتضي الحال أن يعاد استظهارا) و استعانة به (للاختيار و غيرة على عقايل
كلامه) و كرايمه و ضنّة على محاسنه من أن يخلو منها الكتاب (و ربّما بعد العهد
أيضا بما اختير أوّلا فاعيد بعضه سهوا و نسيانا لا قصدا و اعتمادا) أي عمدا (و لا
أدّعي مع ذلك) كلّه (انّي احيط بأقطار جميع كلامه 7) و أطرافه (حتى لا يشذّ)
و يشرد (عني منه شاذّ) شارد (و لا يندّ نادّ) و منفرد (بل لا ابعد ان يكون القاصر
عني) من كلامه (فوق الواقع إليّ، و الحاصل في ربقتي) شبّه الكلام الحاصل في يده
بالبهيمة التي يشدّ رأسها بالرّبقة، و هو عروة الحبل على طريق الاستعارة بالكناية،
و اثبات الربقة تخييل و المقصود إنّي لا ابعد أن يكون ما وصل إليه يدي (دون الخارج
من يدي