ففي البيت الأوّل استخدام، لأن الغزالة
قد تطلق على الشّمس، و قد تطلق على الصّنف المخصوص من الوحش، فاريد بالضّمير
الرّاجع إليها في طلعت، معناها الأوّل، و بالضّمير في مرعاها و لها و صدناها
معناها الثّاني، و في البيت الأخير أربعة استخدامات، و معناه بذلت الذّهب فاكحل
عينك بطلعة الشّمس و مجرى العين من الماء، لأنّه وطاء لهذه المعاني في الأبيات
المتقدّمة و أتى بالبيت الرّابع.
قال الضّفدي:
و هذا أبلغ ما سمعته في الاستخدام، و ما عرفت لغيره هذه العدّة في هذا الوزن
القصير، و هذا يدلّ على الفكر الصّحيح، و التخيّل التّام.
و منها
التفسير
و هو أن يأتي
المتكلّم في كلامه نثرا أو نظما ما لا يستقلّ الفهم بمعرفة فحواه دون أن يفسّر، و
بعبارة اخرى أن يكون في الكلام لبس و خفاء فيؤتى بما يزيله و يفسّره، و ربّما
يسمّى بالتّبيين. و مثاله في النّثر قوله 7 في المخ مب (42):
إنّ أخوف ما
أخاف عليكم إثنتان: إتّباع الهوى و طول الأمل، فأمّا إتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ،
و أما طول الأمل فينسي الآخرة.
و قوله 7 في وصف الاسلام في المخ قه (105):
فهو أبلج
المناهج، و أوضح الولايج، مشرف المنار، مشرق الجوادّ، مضيء المصابيح، كريم
المضمار، رفيع الغاية، جامع الحلبة، متنافس السّبقة، شريف الفرسان، التّصديق
منهاجه، و الصّالحات مناره، و الموت غايته، و الدّنيا مضماره، و القيمة حلبته، و
الجنّة سبقته.