جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ السَّماءَ بِناءً قال أبو علي
الفارسي: لما كان البناء رفعا للمبني قوبل بالفراش الذي هو خلاف البناء، و نظيره
قول أمير المؤمنين 7 في المخ (1):
من سقف فوقهم
مرفوع، و مهاد تحتهم موضوع.
فانّ المهاد
لما كان عبارة عمّا يتهيّأ للصّبي أعني المهد و لا يكون إلّا تحته حسن مقابلة
السّقف به الذي لا يكون إلّا في الفوق، نعم إن فسّر المهاد بالفراش كما هو أحد
معانيه لغة فهو حينئذ من الطباق اللفظي، و مثاله في النّظم قول هدبة بن الحشرم:
فان تقتلوني في الحديد فانّني
قتلت أخاكم مطلقا لم يقيّد
أي إن
تقتلونى مقيّدا، و هو ضدّ المطلق فطابق بينهما في المعنى.
الرّابع طباق
السّلب و هو الجمع بين فعلي مصدر واحد أحدهما مثبت و الآخر منفي، أو أحدهما أمر و
الآخر نهى، فالأوّل كقوله تعالى:
قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ.
و قول أمير
المؤمنين 7 في المخ كز (27).
يغار عليكم و
لا تغيرون، و تغزون و لا تغزون و في المخ لد (34):