نام کتاب : رحلة مصر والسودان نویسنده : مهري، محمد جلد : 1 صفحه : 305
و الحاصل الوابور الآنف ذكره دام في مسيره طول الليل محصورا بين تلول من الرمل و الجبال و في اليوم الثاني وصلنا الى وادي حلفا قبل الظهر و كان الموجودين فيها من المأمورين و ضباط العساكر مصطفين على شاطىء النيل في انتظار قدوم دولة الامير يوسف كمال باشا لتقديم واجبات الاحترام و التعظيم و بعد السلام عليهم ركب القطار الذي كان مجهزا للسفر من المحطة الى الخرطوم سائرا للجهة المقصود اليها
و نرجو من القراء الكرام المساعدة في بيان الاحوال السابقة و اللاحقة لتاريخ وادي حلفا
«مدن محافظ حلفا و آثارها»
«فرص» و هي اول محافظة حلفا و حد السودان الشمالي على النيل كما مرّ و فيها اطلال مدينة قديمة يظن انها من عهد الرومان و خرائب اقدم من هذا العهد و في الشلال التي الى غربيها ثلاثة اضرحة قديمة منحوتة في الصخر حوّل نصارى النوبة احداها الى كنيسة و غشّوا جدرانها بكتابات قبطية بينها كثير من آيات التوراة و المواعظ. و تجاه فرص في الشرق «برية ادندن» التي هي آخر حد مصر الجنوبي
«حلفا» و هي قرية صغيرة على 226 ميلا من الشلال الاول و في عرض شمالي 2155؟؟؟ و طول شرقي 3119؟؟؟ و الى جانبها قشلاق حصين اقام فيه الجيش المصري ايام الثورة المهدية محافظا على الحدود و بنى فيه اسبيتالية العسكرية و سجنا حربيا. و منه تبتدئ السكة الحديد فتتفرع فرعين فرعا يحازي النيل الى الكرمة و فرعا يقطع الصحراء الى ابي حمد و الخرطوم. و فيه معمل لصبّ الحديد و النحاس على شبه عنابر بولاق و مخازن لادوات سكة الحديد و وابورات النيل. و فيه مركز المحافظة و القومندانية و جامع قديم
و الى شماليه نحو ميلين منه بلدة «التوفيقية» التي كانت تعرف قديما بدبروسة فبنى فيها المغفور له توفيق باشا الخديوي السابق جامعا فسميت باسمه و قد اجتمع اليها التجار فاقاموا فيها بندرا من اهم البنادر التجارية في الحدود
و بين التوفيقية و فرص آثار جمة من عهد الفراعنة و الرومن و نصارى النوبة.
تجاه حلفا في البر الغربي بقايا هيكلين قديمين احدهما من بناء اوسرتسن الاول من الدولة الثانية عشرة المصرية و قد وجد في احدى غرفه المعروفة بقدس الاقداس حجر عليه صورته و صور رؤوس القبائل التي تغب عليها فنقل الحجر الى فلورنسا بايطاليا.
نام کتاب : رحلة مصر والسودان نویسنده : مهري، محمد جلد : 1 صفحه : 305