responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 77

و في مساء ذلك اليوم عدنا إلى مضيف صدام. بقيت واقفا في الخارج أراقب مغيب الشمس وراء شتلات القصب الممتدة إلى مسافات شاسعة و هي عالية تصل إلى فوق الرؤوس. و أراقب أيضا الركام من الغيوم المستديرة، منفوخة على شكل قطع متناثرة تتسلسل ألوانها من لون خشب الأبنوس إلى الذهب اللماع ثم إلى العاج القديم، مقابل خلفية من اللون القرمزي أو البرتقالي و البنفسجي و الجنازي و الأخضر الباهت.

و أنت في مثل هذه الوقفة تسمع من جميع الجهات نقيق الضفادع الهائل العدد و أصوات أخرى كثيرة لا يستسيغها المرء و لا يستطيع أن يدوّن ملاحظاته عنها. كل ذلك كما لو أن الأهوار تتنفس.

إنك تسمع هذه الأصوات أكثر من أي صوت آخر، حتى من أصوات صياح الوز و هي تسبح في الماء.

فالأصوات التي تسمعها في الأهوار هي عبارة عن صوت نباح كلب و صوت جاموس يريد أن يقبع في محل ما فيحدث صوتا كصوت الجمل و صوت رجل يغني أغاني الشوق ثم يتوقف حتى يردّ عليه شخص آخر.

و ترى في الأهوار جواميس كثيرة، تسبح عبر المياه المفتوحة، متجهة إلى القرية لا ترى منها غير رؤوسها ثم يترك كل واحد منها أثرا حين الخروج من الماء.

كما ترى أعمدة الدخان تتصاعد من بين البيوت و هي كثيفة. يشعلونها حتى يطردوا البعوض عن مواشيهم.

و ترى صبيا يجذف مشحوفه في الطريق المائي، في طريق عودته إلى بيته، يغني بصوت رخيم.

الصوت باق لا يزول في طبقات الهواء.

و في هذه الأثناء ناداني صدام فدخلت إلى المضيف.

نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست