نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 292
حتى يقوم الحاج حميد نفسه بعملية التجديد. كان التيار قويا جدا، و منسوب النهر عاليا بحيث يصل إلى حافة الضفاف. و في طريقنا، شاهدنا عددا من الرجال على شكل مجموعات و هم يعملون بجد و نشاط في تقوية السداد و ذلك قبل وصولنا إلى الرفيعية، تلك القرية التي مكثت فيها مع عمارة الذي وسّع بيته الآن فأصبح فسيحا و ذا بناء جيد كما كان أثاث البيت جديدا من سجاجيد و وسائد و غير ذلك. و يعزى سبب تحسن حالتهم المالية إلى كون إخوته يعملون بجد و نشاط مما يدرّ عليهم ناتجا جيدا.
فمثلا أخوه رشك بذل جهده في حقله و الجواميس أنجبت عجولا و بدأوا يحلبون اثنتين بدلا من واحدة.
فرحت جدا لعودتي إلى الرفيعية و لمست أن أهل القرية كلهم فرحون بعودتي. و لما نزلت من الزورق. مشى الصبيان ورائي فكأنهم يحرسونني حتى وصلت إلى بيت (ثقب).
و هناك طلب الرجال الكبار في السن من عمارة بأن يصرف الصبيان فقالوا له: «رجّع هذوله الفروخ حتى نشوف صديقنا». ما أسهل القول و ما أصعب التنفيذ. أبى هؤلاء الصبية الانصراف و أجاب أحدهم و لا يتجاوز عمره سبع سنوات بوقاحة «خلّونا وحدنا هو صديقنا مو صديقكم».
لم أشاهد مطلقا رجلا يضرب صبيا صغيرا و لا يشفق عليه أحد كما لم أشاهد أبدا تشاجر الصبيان مع بعضهم البعض إلّا في مناسبات نادرة جدا.
و الآن، ناشد رشك هؤلاء الصبيان بأن يساعدوه في مسك بعض فروخ الدجاج. و استجابوا لطلبه فاندفعوا يطاردون فروخ الدجاج و هم بمنظرهم هذا أشبه بمجموعات صغيرة من فروخ الكلاب. و الدجاج هنا ملك ل (مطرة) أخت عمارة التي كانت تذبح عددا منها كلما بقيت عندهم.
و كانت أحيانا تبيع عددا منها للمشترين الذين يأتون من المدن و يتجولون في
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 292