responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 236

فقال لي «مع السلامة» و أجبته «ابق في حفظ اللّه». و لما خرجت من الدار بدأ المطر ينهمر و استمر هطوله طوال النهار بأسره.

و بعد بضعة أشهر، صادفت طبيبا إنكليزيا، إختصاصيا في أمراض القلب، مستخدما في بغداد من قبل الحكومة العراقية. كان في البصرة حينما جاءوا بفالح إلى المطار. و لما سمع بالحادث ذهب من تلقاء نفسه إلى المطار و فحصه و أراد أن يجري له عملية جراحية فورا حتى يزيل ضغط الدم المتخثر حول قلبه. لكن، قيل له بأن الشيخ مجيد قد أصدر أوامره بنقل إبنه إلى بغداد، و حاول الطبيب أن يشرح لهم بأنه هو الطبيب الاختصاصي في القلب لدى الحكومة في بغداد، و هو الطبيب الوحيد بالبلد. و أكّد لهم بأن الفرصة الوحيدة لإنقاذ حياة فالح هي السماح له بإجراء العملية فورا. رفضوا طلبه. ثم قال لي لا شي‌ء في الحقيقة يمكن أن ينقذ حياة فالح. و أظهر التشريح الطبي بعد الوفاة بأن الكرات الكبيرة قد أتلفت القلب، و قطعت الأعصاب الكبيرة و حطمت الرئة.

إنّ أشد ما أدهشه هو كيف بقي فالح حيا طوال هذه المدة الطويلة ثم استدرك و قال لا بد أنه كان قويا بشكل استثنائي.

و بعد ثلاثة أيام ذهبت إلى قرية فالح لأشارك في الحزن و الحداد.

وصلت القرية وقت الظهر تقريبا. و كنت أسمع عويل النساء و ضرباتهن الإيقاعية على صدورهن و أنا لا أزال بعيدا عن القرية. و لما وصلتها رأيت زوارق كثيرة راسية على الساحل و حشدا كبيرا خارج المضيف و رايات عشائرية عديدة موضوعة في المدخل و كانت طياتها الحمراء و النقوش الفضية على سارياتها تلمع مقابل جدران القصب تحت أشعة الشمس البراقة. و كان الجميع جالسين بسكون داخل المضيف الذي كان معتما حيث جلس الرجال، و عباءاتهم ملفوفة حول أجسامهم، على طول جدران المضيف و هم لا يبدون حراكا، و لما دخلت همس أحدهم بأذني قائلا:

«الشيخ مجيد جالس هناك» فعبرت الغرفة و حييته و صافحته ثم بحثت عن‌

نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست