نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 211
أما رقبته فكانت غليظة و قصيرة و وجهه متعرق مغطى بشعر فضي اللون منتصب، و عيناه صغيرتان، جوانبها حمراوان.
لا حظته يتهادى في مشيته و أحسست أنه سريع الاهتياج و متغطرس، يخيّل للناظر إليه أنه ناهض من النوم لتوّه.
أمر بإحضار صندوقين على غرار الكرسي ذي اليدة، مصنوعين من ألواح الخشب و فوقها غطاء من قماش المخمل الأزرق. و لما جىء بهما وضع أحدهما مقابل الآخر في الغرفة و دعاني بأن أجلس على أحدهما، و جلس هو على الآخر.
كان المضيف مزدحما جدا بالحاضرين و أحسست أنني أقل وضوحا مما لو كنت أجلس على الأرض.
و بعد عدة استفسارات عن الصحة و الأحوال، بدأ الشيخ مجيد يشغل نفسه مرة أخرى في تصريف الأمور اليومية. و كان يعالج كل قضية بمهارة و بسرعة و لا يبدي إلّا اهتماما قليلا بمشاعر الآخرين. و إذا حاول أحدهم أن يعترضه ينظر إليه شزرا و ينهره فيسكت في الحال.
كان كاتبه يجلس إلى جانبه و هو شخص متوسط العمر، على وجهه أثر جدري، يذعن له بإذلال، و يسجل قراراته. و كان يرتدي مثل الشيخ مجيد معطفا ثقيلا من قماش أسود اللون مع عباءة بنيّة. أما عباءة الشيخ مجيد فكانت، على أية حال، محاكة بشكل جيد جدا و رقيقة جدا.
الأراضي كلها تعود إليه و يتصرف بها كيفما يشاء. و نتيجة لذلك كان غير متحيّز في قراراته و يهتم كثيرا بما سيحصل عليه من المحصول.
و يشتهر الشيخ مجيد بجمع المال و اكتنازه لأنه من أصحاب الأملاك.
و كان يعرف كل زاوية و كل شبر من عقاراته نتيجة للخبرة التي اكتسبها خلال نصف قرن من الزمن في تخمين مستوى المياه الذي يتوقف عليه
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 211