responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 195

جزيرتين تابعتين لقرية العكار. فالجزيرة الكبيرة تعود إلى الشغابنا. فيها ما يقرب من (250) بيتا، متراصة و متقاربة بعضنها من بعض بحيث لا يمكن رؤية أي جزء من الجزيرة.

أما الجزيرة الصغيرة فإنها تبعد مقدار (100) يارد، فيها ثلاثون بيتا و هي تعود إلى بعض أهالي البو محمد. و تدين كلتا الجزيرتين بالولاء للشيخ مجيد الخليفة. نزلنا إلى الشاطى‌ء، و واصلنا سيرنا، فاجتزنا حاجزا واطى‌ء الارتفاع مؤلفا من كومة من الأسل المشبّع بالماء. ثم دخلنا الربعة فرحّب بنا رجل يدعى يونس.

كانت الربعة واسعة. و أما يونس فإنه رجل نحيل الجسم، ذكي، ذو وجه نقي، تظهر عليه علامات الصداقة و لو أنه متحفظ الطبيعة.

كانت الغرفة مزدحمة بالجالسين. يجلس في صدر الغرفة رجل سيّد جاء من القرنة. فانتهز الفرصة حينما بدء بجمع المال لفرض بناء جامع في القرنة على ما يبدو ظاهريا فأخذ يحذر مستمعيه و يذكّرهم بيوم القيامة، يوم الحساب و أنه يوم قريب. و إنه يخشى عليهم من أنهم لن يستطيعوا أن ينقذوا أنفسهم من الذنوب التي ارتكبوها بسماحهم لشخص كافر يدخل بيوتهم و يدنسها. كنت أشعر أنه مستاء من وجودي هنا، أما يونس الذي كان يعدّ القهوة فإنه بقي صامتا. و عندما أصبحت القهوة جاهزة، نهض و الدلّة بيده و التفت نحو السيّد و قال: «أنا شخص معيدي بسيط، ما أعرف من أمور الدين شي‌ء، لكن، دائما أشوف الإنكليز هم ناس أصفى منا قلبا بكثير. بعض الناس إلتقوا وياهم. و كلنا سمعنا عنهم من اليوم اللي حكموا هذه الأرض من بعد طرد الأتراك. هم ناس ما يكذبون، و لا يأخذون الرشوة، و لا يضطهدون الفقراء. و نحن المسلمون، كما تعرفون، نفعل كل هذه الأشياء. و هل حچي ماله علاقة بالموضوع. فهذا الإنكليزي هو ضيفي. مرحبا يا صاحب موجها كلامه إليّ ثم واصل حديثه قائلا «في بيتي يشرب الضيوف من نفس الفنجان. هاي هي عادتي، و كلمن ما يعجبه مثل‌

نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست