نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 130
السجود. و وجدتهم يحتفظون دوما بمثل هذه التربة في سلة صغيرة معلقة على الحائط.
بعد أن انتهى صحين من أداء صلاته، أعاد التربة إلى السلة ثم أشعل النار من الروث اليابس و طلب مني أن أقترب منها لأتدفأ.
جلب أحد الصبية فانوسا و هو عبارة عن قنينة نصف ملآنة بالنفط الأبيض و في داخلها فتيلة، أو قطعة من القماش الممزق، تبرز من عنق القنينة و مثبتة بواسطة قطعة من التمر.
كنت أسمع و أنا في مكاني صوت رجلين يتحدثان فيما بينهما في بيت مجاور و كنت أسمع بوضوح كل كلمة يقولانها لأن الجدار الذي يفصل البيتين قطعة من الحصير و لا تبعد عن جدار البيت الآخر أكثر من قدمين.
وجدت أنّ السرّية معدومة بين هؤلاء القوم في حياتهم، و لا يتوقعون أبدا السرّية لدى غيرهم. و هم يعتبرون أنّ ما يهمّ أحدهم إنما يهم جميعهم. فإذا كانت العائلة الواحدة تتشاجر فيما بينها، ترى الجيران يهرعون بسرعة و يتدخلون منحازين إلى الطرفين و بعملهم هذا يحولون الضجيج و الصياح إلى ضجيج فعلي.
لا حظت أن الطريقة الوحيدة لإجراء حديث خاص هو الابتعاد بالمشحوف مع الشخص الذي تريد التحدث معه. و حتى في مثل هذه الحالة، سرعان ما يصبح الحديث معروفا بشكل عام، لأنهم جميعا يتصفون بحب الفضول و لا يتحملون حفظ السر.
و بعد العشاء، بدأ الناس يتوافدون إلى المضيف حتى اكتظت بهم الغرفة و لم يبق أي مجال يتسع للآخرين. و لكن، حتى في مثل هذه الحالة، يفسح الجالسون في المجال إذا ما دخل رجال آخرون إلى المضيف فيجدون لهم المكان المناسب بين هذا الحشد الكبير.
نام کتاب : رحلة إلي عرب أهوار العراق نویسنده : ويلفرد فيسجر جلد : 1 صفحه : 130