responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها نویسنده : كارستن نيبور    جلد : 1  صفحه : 243

من الكخيا برسائل توصية لأصحاب الدولة في لحية و الحديدة، و التجار لتجار آخرين في المدينتين المذكورتين، لأنهم يعرفون أن الريس سيتوقف في لحية لأعماله الخاصة و إن لم نقرر نحن النزول من المركب في هذه المدينة. و أمر الباشا بترك أمتعتنا تمرّ من دون تفتيش، و هكذا صعدنا على متن السفينة في 13 كانون الأول/ ديسمبر.

و بالرغم من أننا استأجرنا المركب بأكلمه، وجدناه محمّلا بالبضائع، و اعتذر الريّس معللا بأن مركبه الخفيف لو حمّل أمتعتنا فقط لما تمكن من الإبحار. و كانت أسرّتنا، و هي عبارة عن قاعدة مربعة و مستطيلة، محشوة بحبال من قش، و قد علّقت فوق الصناديق و الرزم، فكانت لنا مجلسا خلال النهار، و مكانا للنوم في العراء عند ما يحلّ الليل. و لا ينبغي أن يفكر المرء بالتنزه على هذا المركب، فهو ملي‌ء بالبضائع، باستثناء زاوية صغيرة في مقدمة السفينة خصصت لطهو طعامنا و لتحضير خبز العرب. و منذ الليلة الأولى، فقد طبيبنا ساعته بين الألواح الخشبية، و الحصر التي مدّت مسبقا على هيكل المركب كي لا تتبلل البضائع إذا ما بلغت المياه المركب، و فقدنا الأمل برؤيتها، قبل إنزال البضائع كلها، و هذا ما لن يحصل في وقت قريب. و ظنّ السيد كرامر أن ساعته فقدت، لأن المياه التي تتسرب عبر الألواح الخشبية ستعطلها، إنما حين نزل في لحية وجدها بحالة جيدة. إذا، لا بد أن هذه المراكب لا تسرب المياه بعكس ما يبدو للأوروبي للوهلة الأولى.

و لم نر إلّا القليل من القرى و المدن بين السويس و جدة، و بين هذه المدينة و اليمن. لكن بما أن البعض قد يهتم بمعرفة أسماء الأماكن غير المسكونة في هذه البلاد و المجهولة في أوروبا، سأستمر في إعطاء أسماء الجزر و المراسي التي نراها خلال رحلتنا كما تقال لي. و لا تضاهي المرافى‌ء على هذه الطريق، المرافى‌ء الممتدة بين السويس و جدة، لأن كلمة مرسى تطلق على كافة الأماكن التي يمكن لمركبنا الصغير أن يرسو فيها. و كان الريس غريبا عن هذه الناحية، لكن القبطان و هو من الحديدة يعرفها خير معرفة و هو الذي زودني بأسماء الأماكن التي سترد لاحقا، و كان مهذبا للغاية معي، فلا أظنه أعطاني أسماء خطأ لغاية في نفسه.

و في 14 كانون الأول/ ديسمبر من العام 1762، أبحرنا و الرياح مواتية، و في اليوم نفسه رأينا أبي سعد، و هي أكبر الجزر الأربع قرب جدة، ثم رأس العلم، و جبل الهداء(Dsj bbel Hadda) و رأس أسود(R s Aswad) . و نجد قبالة هذا الرأس الأخير، و على الشاطى‌ء الغربي للخليج العربي، رأسا يدعى رأس عبود(R s Abچ‌d) . و إلى الجنوب، دلّني القبطان على مرفأين صغيرين على شاطى‌ء شبه الجزيرة و هما سروم(Sarچ‌m) ، و ملك سروم(Malek Sarچ‌m) أو صعدة(S ade) . و عند المساء، رسونا قرب غيدان(Ghed n) ، و يقع هذا المرسى في الجنوب، على بعد حوالي 10 أميال من جدة، إذ تقدر المسافة بين هذين المكانين بيومين سفر برا. و لم نر أرصفة مرجان بالرغم من أننا كنا على بعد ميل و نصف من الشاطى‌ء، لكن يدّعون أن هذه الأرصفة تكثر في الغرب، و أن أخطرها هو المسمى مسماري حيث اعتاد قادة السفن الأوروبية المتجهة إلى جدة اتخاذ قبطان لاجتيازه.

نام کتاب : رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها نویسنده : كارستن نيبور    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست