سفره و لكني كنت يومئذ أريد زيارة لندن أيضا بالتفصيل فلم أجبه إلى دعوته المستحبة.
و كنت أختلف غالبا إلى دار الجنرال «شارلس موكان» الضابط القائد لجيش شركة الهند في الزمن الّذي كان فيه «زمان شاه» متهددا باجتياح الأقاليم الشمالية، و قد اكتسب في الهند ثروة جسيمة، و كانت له ابنة قد تزوجت [1] المستر «لشينكتون» و قد أهديت إليها أحد أناشيدي الشعرية.
و الضابط «مكنزي» الّذي سكن الهند برهة طويلة و يحسن التكلّم بالفارسية، كان يأتيني في الغالب ليزورني. و المستر «كريشتي» صاحب التقدير بذل لي من عنايته و رعايته كل ضرب و قد أراني جميع الأشياء الطريفة الّتي و كّل إليه بيعها، و قد أطلعني مرّة على مجموعة من ألواح الرسوم، قدر ثمنها «بستين ألف ليرة استرلينية» و لما عدت إلى داره بعد عدّة أيّام كان كل شيء منها قد بيع.
و كان لي ابتهاج التعارف مع المستر «هاريمان» و قد لقيت في داره كثيرا من الفرنسيين، منهم رجل فاضل كان قد ربّى «نابليون بونابارت [2]» و رأيت في المنزل نفسه حما الجنرال «دي بواكس» الّذي أثرى بخدمته «مهداجي سنديا» رئيس مهراتس و كان مضطرا إلى الهجرة من وطنه (فرنسا) بعد موت الشقي لويس السادس عشر.
و المستر «ودجيوود» المشهور بالاكتشافات المهمة الّتي أغنى بها فن الغضار الصينيّ أعرب لي عن اهتمام بي و حسن التفات، و كانت له رغبة في أن يصحبني إلى بلاد الفرس و بلاد الهند و لكن خوفه من الهلاك في الطريق صدفه عن تلك الرغبة.
إنّ عددا كبيرا من النّاس المتميزين أحسنوا استقبالي، و لم أذكرهم خشية أن أضجر القارئ [3]، و مع أنّي كنت اختلف إلى كثير من الجمعيات و الجماعات كنت أقضي جزءا كبيرا من زماني بنظم الأشعار و رؤيتي عجائب
[1] هذا هو التعبير في الترجمة الفرنسية و لم يقل «تزوجها» و لعلّه التعبير الأصلي. (م).
[2] لم يذكر الرحالة اسم هذا الرجل فذهبت الفائدة التاريخية من كلامه هذا و سيذكر أخبار نابليون في رحلته. (المترجم).
[3] و كأنّ الرحالة لم يقصر في إضجار القارئ بذكره من ذكر من أصدقائه و صديقاته. (م).