الجميلة، و افترقنا لذلك، و وجدت فرصة الاجتياز بمدينة «هينلي» الّتي من طيبتها أن قامت على ضفة نهر (التاميز) و هي، كما قيل، من أجمل مدن إنكلترا، غير أنّي لم أجدها أجمل من «ريجموند [1]» و لا من «كيلكنّي».
و بعد أيّام من رجوعي إلى لندن نظمت القصيدة [2] المخمسة المسمّطة الآتية، عارضت بها نظما لحافظ الشيرازي:
(قصيدة في مدح لندن)
لنعش مستقبلا في لندنا* * * نقف الأيّام وقفا حسنا
لجمال قد أثار الفتنا* * * من نساء فاتنات صدننا
و لندع رؤية غرس و بنا* * * إن طوبى و هي أحلى مشتهى
و كذا السدرة ذات المنتهى* * * ثمّ دوح الجنّة الوافي البها
لم تثر منك فؤادا قد لها* * * بين سرو الأرض ممّا حولنا
فإذا ما لامنا شيخ الحرم* * * في هوانا لم يكن منّا ندم
قد حبانا اللّه دوما بالنّعم* * * و حمدناه و شيخا يحترم
و له الشّكر و إحسان الثناء* * * املأ الكأس إلى أصبارها
من عصير الكرم و أشبب نارها* * * لست أخشى أن تراني تائها
تاركا مثل غفول قدسها* * * دين آبائي الألى عافوا الدّنا
فربيع العمر وقفا للجمال* * * كان في الهند و قد ولّى و زال
و جمال «الألبيون» اليوم قال:* * * أنا تعويض فلا تخش المآل
ولدى بسمته زال العنا* * * قد سحرتنّ فؤادي يا بنات
و بحسن قد عبدناه ولات* * * يا بديعات الجمال الفاتنات
بضفيرات غريبات الشيات* * * و ملأننّ حياتي بالهنا
[1] لم يصف الرحالة «ريجموند» حتّى يكون للقارئ رأي فيها. (م).
[2] تعرب هذه القصيدة عن استهتار المؤلف بالنّساء. (المترجم).