responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 77

يبحث عن السعادة في موضع آخر، و لما كان الجرب مرضا عاما في «إيكوس» رسم الراسم هذا المسكين يحك ظهره بحجر في طريق لندن و في الورقة الّتي تليها رسم هذا الإيكوسي سائقا لخيل البريد و كيس الكتب على ظهره، و في الورقة الثالثة يصبح قهرمانا لسيّد كبير، و عنايته و براعته تجليان له المال فيقرضه سيّده، بأرباح كبيرة و فائض غزير و هكذا يجمع ثروته. و في الورقة الرابعة، يتعرف إلى أرملة غنية و يتزوجها و ينال بعض التقدير، و في الخامسة، يحصل بتملقه على عناية الوزير به و على منصب مهم في الدولة، و في الورقة الأخيرة يكون رئيس وزراء.

و سيرة [1] الإيرلندي ليست طويلة و لا مختلفة، فهو ينخرط في الجندية و يتميز بشجاعته و يصل بهذه الدرجة إلى رتبة الجنرال، و إذ ذاك، يشاجر على المائدة موظفا آخر و يقاتله بطريقة المقابلة «دويل» و يموت قتيلا. و الإنكليزي‌ [1] يظهر في منظر ثور كبير اسمه «جون بل» و هذا الحيوان يأكل كثيرا، و يعد شديد المقاومة و العناد، و الإنكليز أيضا شرهون على الطعام، و خشنون في عاداتهم غلاظ، و يلقون أنفسهم في الخطر بغير تقدير و لا تروئة، و في نفقات عديمة الفائدة. و الإيرلنديات ليست لهن أساليب جفاء و خشونة، و إنّما لهن عيون رفيقة رقيقة و شعور جميلة كشعور الإنكليزيات و لكنّها ليست طويلة و لا جميلة كجمال شعور الإيكوسيات و سحنتهن أجمل من سحنة الإيكوسيات، و فيهن نشاط ناريّ، و قوّة حيوية، و حدّة أذهان.

و في أيّام إقامتي الأولى في دبلن كان النّاس يزعجونني، و كانوا يجتمعون حولي كلّما خرجت، و هم جدّ مستعجبين من رؤيتي، و لكنّهم لم يحاولوا أن يسبوني و يؤذوني، فمنهم من كان يظنني جنرالا روسيا [2]، كان منتظرا قدومه منذ بعض الزمن و آخرون يحسبون أنّي من سادات الألمان أو إسبانيّ‌ [2]، و أكثرهم اتفقوا على ظنهم أنّي «أمير فارسي».


[1] لا يزال الرحالة يوضح صور دفتر «الكاريكاتور» المذكور. (م).

[2] هذا يدلّ على أنّ الرحالة كان أبيض اللون و إلّا فكيف يظن جنرالا روسيا؟ أو سيّدا ألمانيا؟ أمّا الإسباني فأسمر غالبا. (م).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست