responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 286

فمن وظائف القنصل أن يرسل بالرزم و الرسائل الموجه بها إلى الهند و هذه الخدمة كثيرة الريح جدا، ففي سنوات معدودات استعمل لهذا العمل التجار العرب من قبيلة عتوب أو أوّل سفينة إنكليزية راسية بالبصرة، و لكنّه حسب أنّه يكون أربح له أن يكون تحت أمره سفن صغار، يستطيع أن يشحنها، مع الرسائل، ببضاعات تكسبه ربحا عظيما، فحصل على ست سفن أو ثمان من ذلك النوع بجميع شؤون التجار بالبصرة، و إشتياموها [1] من خدمه الخاصين به، فلذلك كانوا يطيعونه في أوامره طاعة عمياء. و بعد عدّة أيّام من وصولي أعلمني المستر مانستي أنّ سفينة على عزم أن تبحر إلى بومباي و أنّه يجب عليّ أنا نفسي أن أدبر أمري مع الاشتيام لأنّ ذلك لا يختص به البتة، فتوجهت إلى ذلك الرجل إذن فطلب منّي خمسمائة ربية أجرة حملي في سفينته، و بان لي المبلغ فاحشا، و سكان البصرة يدفعون أقل منه بكثير عند سفرهم، فأدركت أنّ احتيالا يوقع عليّ، فشكوت ذلك إلى القنصل فقال لي إنّه لا يستطيع أن يتدخل في هذا الشأن أبدا، فرجعت إلى الاشتيام في اليوم الثاني و قدمت إليه ثلاثمائة ربية، فقبل ذلك قائلا لي: ينبغي أن أطلع السفينة من غير إبطاء لأنّ الريح طيبة و ملائمة للإبحار و لأنّه ينبغي له الإقلاع، فأعلمته أنّ أثقالي و حقائبي بالبصرة و لذلك أحتاج إلى ساعة أو ساعتين لنقلها إلى السفينة، و لكنّه أبى أن ينتظرني محتجا بأنّ الريح يمكن أن تتغير في هاتين الساعتين، و يجوز أن يؤخره التغير عشرة أيّام أخرى بالبصرة، و هكذا فاتتني هذه الفرصة. و بعد أيّام قليلة بعث المستر مانستي سفينة أخرى من غير أن يعلمني بها، فلما عاتبته قال: إنّ هذه السفينة مبحرة إلى البنغال و أنت تود أن ترى عجائب بومباي. ثمّ أقلعت سفينة ثالثة فوجد حجّة أيضا لكيلا يجعل لي فيها موضعا، فلم أستطع أن أكتم اغتياظي، و قلت له: إنّه تجافي عن الخلق الإنكليزي‌ [2]، و اختار عادات الشرق الخشنة، و نظمت في هجوه قصيدة، و قرأت عليه أبياتا منها، فقال لي إنّي قد أفسدتني لندن و إنّه‌


[1] الاشتيام هو ربان السفينة كما ذكرت في أوّل الرحلة. (المترجم).

[2] قلت: و من أدرى أبا طالب أنّ هذه الخدع ليست من الخلق الإنكليزي، فالإنكليز يراؤون في بلادهم و يكاشفون و يجاهرون في غيرها، و خصوصا مستعمراتهم، و هذا أمر مشهود من هذا الشعب المتعجرف. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست