نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 284
فداخل الخوف المستر مانستي حالما علم بوصولي، فتقدم إلى ضفة النهر و حثّني بالإشارات على أن أبلغ البصرة فقد أعدّ لي فيها منزلا، و لما علمت بمذيعي هذه الأكذوبة أضمرت لهم كل الاحتقار الّذي يستحقونه و لكني صرت إلى البصرة إشباعا لرغبة المستر مانستي و فيها وجدت مثوى معدا لي في دار «أغا محمّد عبد النبي» و هو صديق حميم للمستر مانستي، و كان ملك الفرس قبل مديدة استقدمه إلى بلاطه ليسند إليه وظيفة سفير لدى حاكم الهند العام، بدلا من «حاجي خليل خان» الّذي قتله حراسه في بومباي و حمل جثمانه إلى النجف بنفقة شركة الهند ليدفن باحتفال فخم في المشهد المقدّس.
أبو طالب بالبصرة
و يسكن البصرة كثير من الفرس المتميزين الّذين اضطروا إلى ترك بلادهم مثلي بسبب الثورات الّتي مزّقت هذه الإمبراطورية زمنا طويلا، و قد جاءني عدّة رجال منهم و كنت أرى في الاجتماع معهم معرفة و لطفا و هذا ما عوّضني من السآمة الناشئة من عيشي مع أهل البصرة فإنّهم همج بخلاء [1]، و لكنّهم أوفياء و ذوو اعتماد و ثقة في صلاتهم التجارية [2]، و هؤلاء الممتلئة أذهانهم من الأحكام المبتسرة و الأخطاء لا يشكون في وجود الإكسير [3].
و البصرة مدينة أعظم بكثير من بغداد و هي مركز اجتماع التجار لجميع أصقاع الشرق، و سورها و خندقها العميق المملوء من ماء دجلة [4] يصونانها
«ثمّ رحل إلى بغداد أوّل صفر يوم السبت و كان الطاعون الشديد في بغداد، و كان يموت فيه كل يوم نحو أربعمائة نفس من الجانبين فتثاقل علي باشا لذلك في الطريق حتّى بلغه أنّ الطاعون انقطع آخر صفر» (67).
[1] قلت: المشهور من الصفات عنهم هو بالضد ممّا قاله أبو طالب كسماحة الأخلاق و طيب الأعراق و السخاء الدائم. (المترجم).
[2] قلت: و ليس من الممكن أن يكون للرعاع مثل هذه الصفات، فلعلّ في أصل الترجمة وهما جعل الجهلاء رعاعا. (المترجم).
[3] كان هذا عاما في الأمم حتّى السنين الأخيرة من عصرنا فلا يعد عيبا فيهم. (المترجم).