نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 249
اليزيدية
و قد مكثنا يومين في «أباره» لانتظار الشيخ شلال أمير قبيلة طيّيء فقد كان وعد حاكم ماردين أن يبذرقنا إلى ما وراء الصحراء، و إذ لم يصل في الوقت فأدلاء القافلة اتفقوا مع علي أغا من قبيلة طييء أيضا أن يبذرق قافلتهم المؤلفة من زهاء ثلاثة آلاف رجل، منهم عدّة مئات من الجنود و الفرسان مسلحين بالبندقيّات البارودية ذات الفتيلة. و هذا التدبير رئي ضروريا، لأنّنا قد نلاقي، كما قيل، قبيلة سنجار المسمّاة عموما «كرد يزيد [1]». فهذا الشعب يعد من الكفار، و الأعداء الزرق للمؤمنين برسالة محمّد 6 و لكنّهم يدّعون مؤكدين أنّهم من القبيلة العربية «بني يزيد» أي بني أميّة الّذي اضطروا بسبب مشاغبة بني العباس لهم و الإغراء بهم أن يتركوا جزيرة العرب و يلتجئوا في هذه الناحية من الصحراء، و قد عظمت هذه القبيلة بهجرات تترى، حتّى صارت هائلة للدولة التركية و شؤما عليها و ذلك بغاراتها و قطعها الطريق على القوافل. و قد اقتبست في تلك المواضع بأعيانها، معلومات صحيحة جدا عنهم، و لذلك أرى واثقا أنّ هذه القبيلة من المسلمين الصحيحي الأيمان، و أنّ سيرتهم غير مليمة كما يدعى عليهم في القسطنطينية [2] و رئيسهم اسمه «حسين» و مفخرته في خلال هذه السنة اقتصرت على سلب قافلة أهملت أداء الضريبة إليه و حاولت اجتياز الصحراء بمواربة منها لحراسته. و الّذي جعل هذه القبيلة بغيضة و رهيبة هو أنّ كثيرا من سلابيها اندفعوا بغاراتهم أحيانا إلى البلاد المتاخمة لمواضعهم، لارتكاب سرقات فيها و قتول [3] أيضا.
و في هضاب سنجارتين فائق الجودة، و هم يجففونه و يبيعونه في أسواق ماردين و الموصل و بغداد، و الإجاص فيها كثير جدا، و لم أر إجاصا يساويه في كبر الحجم، و لذّة الطعم، و إذ كنّا نجتاز الصحراء اقترب عدّة
[1] أراد أبو طالب «اليزيدية» المعروفي النحلة و الملة في شمالي العراق الحديث. (المترجم).
[2] لعلّ أبا طالب اعترف بصحة ديانتهم لرؤيته بل لوجدانه اسم «الحسين» في أسمائهم.
(المترجم).
[3] القتول جمع القتل كالوعود جمع الوعد و الأمور جمع الأمر. (م).
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 249