responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 247

أركب معه في الطريق الّذي نحن سالكاه معا، فقبلت دعوته شاكرا. و كانت نصيبين قبل عدّة قرون واسعة جدا و بعيدة الشهرة في الشرق ثمّ صارت مقاما للإمبراطور الرومي ثمّ صارت في العصور المتأخرة عاصمة الدولة الإسلامية [1]، و هي في هذه الأيّام ظاهرة التخلف، و لا تبين للناظر أثرا من رونقها القديم و أهم ما يستحق الذكر و الاعتبار فيها قبور الأولياء المسلمين، و قد وجدت فيها دار بريد فاخرة جدا و قد أعدّ لنا القيم عليها خيلا رائعة و هذا الفعل الجميل الإفضالي من جهته يستوجب منّي بحقّ شكري و ثنائي فإنّ بين نصيبين و الموصل أعني مسافة مائتي ميل لا يستطاع تبديل الخيل في موضع منها، و ليست تلك البلاد بالتعبير الحقيقي إلّا صحراء يعبث فيها اللصوص قطّاع الطريق، حتّى لقد ألزمتنا الضرورة أن لا يبتعد بعضنا عن بعض في المسير فإنّ المتأخرين قد سلب ما معهم و قتلوا.

أبو طالب في بلاد الأكراد

و في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان دخلنا في بلاد الّتي يسكنها الأكراد و توقفنا عن السير عند قرية قائمة على مسافة أربعة و عشرين ميلا من نصيبين، و كان رئيس القبيلة يقيم في خارجها و قد أوعز إلى أبنائه أن يزورونا و لكنّه قبل أن يأذن للقافلة أن تمر في البلاد الّتي يعد نفسه ملكا فيها مستقلا حتّى عن الباب العالي باب السلطان استأدى القافلة بإلزام ضريبة فاحشة، و قد صحبت القاضي حتّى دار نجار كردي، و فيها تغدينا غداء فاخرا و وجدنا مناما جدّ مريح.

و باليوم الرابع عشر من الشهر، وصلنا بعد مسيرة أربعة و عشرين ميلا إلى قرية «أباره» و هي مقرّ حيدر أغا رئيس قبيلة، فاستقبلنا بكثير من الأدب، و السبب الّذي حملنا على أن نسير هذا المسير القصير في هذين اليومين، هو أن نستطيع أن نجمع بسهولة من كل واحد من القافلة ما يجب عليه دفعه من النقد للإيفاء بالحقوق المقرّرة في تلك البلاد ثمّ إنّنا بسبب إشرافنا على‌


[1] لم نجد في التاريخ الإسلامي أنّ نصيبين كانت يوما ما عاصمة للدولة الإسلامية على اختلاف عصورها و أربابها. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست