responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 220

باعتناء من أن يحركوا أنفسهم أصغر حركة و لا يتدربون و لا يتمرنون، و لا يستنشقون الهواء الّذي هو أشد موافقة لصحتهم أبدا.

أقمت في تركيا عند عدّة بواشية و رأيتهم كلهم يحضرون بانتظام كل صباح بهو المقابلة من باب صغير متصل بدار الحرم، و يبقون هناك حتّى منتصف اللّيل ثمّ يدخلون في دار الحرم من ذلك الباب، و بالنّهار لا يحدث أن يقفوا عند الشباك، بله أنّهم لا يخرجون للتنزه لاستنشاق الهواء الطيب. و منذ لحظة استيقاظهم حتّى حين نومهم لا يتركون السبيل من أيديهم، و العامّة جدّ مستعبدين بهذه العادة بحيث يدّخنون و هم سائرون، و يحملون معهم دائما مقدحة، و يرى الرائي حتّى الفرسان يشعلون سبلهم و خيولهم محضرة، و إن اضطرهم حادث سيئ إلى ترك الإدّخان هنيهة أدخلوا سبلهم في كيس من الجلد يعلقونه بسروج أفراسهم كأنّه كنانة، و لذلك قال نادر شاه الّذي ابتز الملك و العرش في بلاد الفرس للفرس يشجعهم على القتال و نضال الأتراك: «لا تخشوا أبدا هؤلاء النّاس فلم يعطهم اللّه إلّا يدين إحداهما لتثبيت عمائمهم و الأخرى لإسناد سراويلهم، و لو كنت لهم يد ثالثة لاستعملوها لحمل سبلهم ... فلا يستطيعون إذن استعمال السيف و لا الترس». و القلنسوة الكبيرة أي القاووق خاصة بالأعيان، ففي تركيا يعرف مقام الرجل بعمامته، و عندهم و لهم قلانس أخرى كلها على التقريب ثقيلة كالقاووق، و السادة أي سلالة محمّد 6 يلبسون عمائم خضرا [1] مكوّرة، و المسلمون الآخرون يلبسون عمائم بيضا، و هذان اللونان محرّمان على النصارى.

و الأتراك يحبون التجمّل و يلبسون الجميل الجليل، و يرعون عددا كبيرا


[1] خضرة العمائم للسادة العلويين أحدثها السيّد محمّد الشريف المتولي باشا مصر سنة «1004 م» و ذلك لما دار بكسوة الكعبة و المقام و أمر الأشراف أن يمشوا أمامه، و كل واحد منهم على رأسه عمامة خضراء «نور الأبصار للشبلنجي ص 183 عن درر الأصداف». و أمّا جعل الخضرة علامة لهم فقد كان في سلطنة الأشرف شعبان بمصر في الثلث الثالث من القرن الثامن للهجرة، و كانت قطعة خضراء تعلق على ملابسهم، و أمّا استبدال المأمون الخضرة بالسواد فلأنّ الخضرة لباس أهل الجنّة كما في القرآن الكريم و لا صلة لها بالعلويين كما يفهم غير المحققين فشعار العلويين البياض و لما أسقط هولاكو الدولة العباسية جعل الخضرة للعلويين. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست