responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 22

المرأة في رحلة أبي طالب‌

و ممّا لحظناه و تبيناه في رحلة أبي طالب نصيب المرأة الوافي فيها، فقد ظهر لنا أن أبا طالب كان زير نساء مغرما بهن، وصّافا لجمالهن، كثير التملّق لهن، وافر الغزل، و نحسب أن من أسباب الإقبال عليه و الالتفات إليه في أثناء إقامته بلندن غرامه بالنّساء و إطراءه لهن و نظمه أشعارا في محاسنهن، و من الأدلة على تملقه للنّساء تكراره عبارات استحسان الجمال، و هو فوق ذلك قلّما مرّ ببلدة أو مدينة أو قرية فلم يصف نساءها فضلا عن الحفلات و المراقص و الضيافات و المآدب الّتي حضرها، فلم يفته فيها ذكر بنت حوّاء، و يفهم من كلامه أنه عاشر إنكليزية في لندن معاشرة مخادنة، و رأى من حرية المرأة الإنكليزية إذ ذاك ما سهّل له ذلك، و ساعده على نيل القبول من النّساء جمال له شرقي يلوح لنا من أثناء كلامه و بياض لون وسط مخالف لما عرف من ألوان الشرقيين‌ [1] كما يفهم من بعض اقتصاصه، و لعلّ ذلك ناشئ من كون أصله تركيا و أن أباه عاش في أصفهان و هي مدينة باردة المناخ و أهلها موصوفون ببياض البشرة و حمرة الوجنات و ليس بعيدا أن والدته كانت فارسية من أصفهان، و الغالب على الأبناء أن يرثوا في أجسادهم ملامح أمّهاتهم و ألوانهن، بله لباقته و أناقته و براعته في الحديث و أدبه و قريحته الفياضة بشعر الغزل، و أمثلة ذلك قوله في وصف مدينة الكاب بأفريقية: «فهكذا كانت ظرافة الضابط كولنز و زوجته السيّدة كولنز تلك الظرافة الّتي جعلتني أقضي ظهيرة جدّ مستحسنة في حياتي» ثمّ قال في‌


[1] يدلّ على ذلك قوله: «و اتفقوا على ظنّهم أنّي أمير فارسي» و ذلك بعد قوله: «و آخرون يحسبون أنّي من سادات الألمان أو أسباني».

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست