responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 201

إبحار أبي طالب إلى جنوة

و باليوم الخامس و العشرين من شهر ربيع الأوّل (سنة 1217 ه) الموافق لليوم الخامس و العشرين من تموز (سنة 1802 م‌ [1]) استأذنت حاكم مرسيليا و المسيو بارنو و أصدقائي الآخرين في السفر و ركبت السفينة فأبحرت بنا بلا تلبث، و قد تكلّمت سالفا على البحر المتوسط الّذي يمتد زهاء ثمانمائة فرسخ، و أضيق جزء منه يسمّى «مضيق جبر النّار» و هو من الكلمة العربية «جبل طور [2]» و معنى ذلك «رأس طور» و هذا البحر ينقسم على شعبتين إحداهما ممتدة نحو الشمال إلى تريستة و يسمّى بحر البندقية و الأخرى تبلّ سواحل اليونان و تسمّى «البحر الأيوني» و له شعبة ثالثة ضيقة جدا تسمّى «بحر مرمرة» و هو ممتد إلى القسطنطينية و متصل بالبحر الأسود، و البحر الأبيض هذا الّذي هو حوض من البحر المحيط الأعظم تحده من الشمال إسبانيا و البلاد الأوروبية الأخرى، و من الشرق سوريا و فلسطين و من الجنوب فاس و بلاد البربر و غيرها، و في غربيه المضيق الّذي ذكرته آنفا، و للإنكليز فيه قلعة لا ترام، تخولهم السيطرة على هذا البحر الّذي خيّل إليّ أنّ طبيعته أرادت طردهم‌ [3].

و لم أجد ما يستحق الاعتبار في هذه السفرة، و إذ كان البحر هائجا جدا بقيت يومين لا أستطيع أن أطعم شيئا ثمّ استعدت اشتهائي فطلبت الزاد الّذي حملته معي إلى السفينة فلم يوجد، لأنّ نوتيّة السفينة سرقوه، و لا شك لي في ذلك، فاضطررت أن أقتات فيما بقي من الوقت كعكا جشبا مبلولا بالخل و الماء. و باليوم الخامس من السفر وصلنا إلى جنوة.


[1] كان أبو طالب قد ذكر في الصفحة 272 من الرحلة أنّ أوّل شهر ربيع الأوّل من هذه السنة الهجرية وافق أوّل تموز من هذه السنة الميلادية على حين ورد في تقويم محمّد مختار باشا أنّ أوّل الشهر المذكور وافق اليوم الثاني من تموز.

[2] المشهور المتعالم المتعارف عند الجغرافيين أنّ أصل الاسم «جبل طارق» لقائد المعروف السيرة. (المترجم).

[3] هذه العبارة غير واضحة و لعلّها من سوء الترجمة. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست