نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 189
و من هذه الأشكال ما يمثل إنسانا ميّتا و مكفّنا يقترب بالتدريج فإذا كان قريبا من المشاهد خلع عن نفسه كفنه و ظهر منه هيكل عظام ذو منظر رهيب يجعل النّساء و الصبايا و الصبيان يصرخنّ و يصرخون بهلع و فزع، و حينئذ ينكص شيئا فشيئا، و يظهر للعين كأنّه يضمحلّ في السقف، و إذ ذاك يسمع بغتة صوت يشبه صوت الصاعقة، و يجدّد الرعب في نفوس النّساء، و بهذا العلم يستطاع إظهار الشبه الكامل، على المحكاة [1]، لبطل قديم أو صديق غائب، لأنّ هذا الفنّ من اختراع السّحرة لاختداع الشعب، و جعله يعتقد أنّ لهم قوّة فوق الطبيعية.
و في باريس ثلاث عشرة ردهة للحكاية و التمثيل و قد رأيتها كلها بالتقريب، و في العموم يظهر لي أنّها تفوق ردهات لندن لهذه الفنون، و بخاصة إجراء الغناء و الرقص. و فيها عدّة ميادين للتدرب على الفروسية، و المراقص فيها لا تحصى كثرة.
دار كتب باريس
و دار كتب شارع ريشيليو [2] فيها قرابة مليون كتاب بمختلف اللغات و في جميع الموضوعات، و هذه أكمل مؤسسة في العالمين و أكثرها فائدة، و النّاس الّذين يدخلونها بحرية يستطيعون أن يتزودوا معارف كل يوم مجانا، و لهم القدرة على استخلاص ما يريدون من العلوم، و أجيز لهم انتساخ كتب منها بأجمعها.
أخلاق الفرنسيين
الفرنسيون، في الأغلب، و لا سيّما الباريسيين منهم على غاية من أدب النّفس، فهم لا يستعملون البتة كلمة «نعم» و لا كلمة «لا» بل يستعينون
[2] هي دار الكتب الوطنية و منهم من يترجمها بالأهلية و لا تزال قائمة في الشارع نفسه، و مطبوعاتها كثيرة جدا و فيها من الكتب الخطية العربية زهاء عشرة آلاف كتاب و هي موكولة إلى موظفين من اليهود في جميع فروعها و لذلك يضعون عراقيل دون تصوير الكتب الخطية العربية. (المترجم).
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 189