responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 145

جلوسنا أكثر من هنيهة حتّى أذن لاثني عشرا أو ثلاثة عشر شابا من المتميزين، في دخول دائرة الرقص، و اختيار سيدات يراقصنهم، حتّى إذا أتموا رقصهم دخل عدد كعدّتهم من المراقصين، و يدعون بالفرسان، الدائرة، بدلا منهم، و على هذه الطريقة دام الرقص حتّى الصباح، و كانت الشّمس شارقة لما أبت إلى مسكني، و كانت هذه الليلة من أمتع اللّيالي الّتي قضيتها في حياتي السابقة، فقد كانت فرصة تأمّلي، كما أشاء، للجمال الساحر الملائكي للسيّدة «كومب» زوج اللورد شيخ البلد الّتي كانت تظهر بين هذا السرب الجميل من النّساء ظهور القمر بين الكواكب، و إنّه ليكفيني من القول أنّ هذه السيّدة الشابة ذات جمال هو من أكمل جمال في لندن، و قد لقيتها في بعض الليالي، اتفاقا، في دار رقص تنكريّ، و إذ كان الجوّ حارا جدا لم تطق فيه التنكر الكامل بل تبرقعت ببرقع قصير «هو نصف برقع» لا ينسدل إلى أدنى من شفتها العليا، و لم يكن لقاؤنا منتظرا في الحقيقة، و ظنت أنّها تستطيع محادثتي من غير أن أعرفها، و لكني في جوابي عن أوّل سؤال لها قلت لها: «ليس في لندن إلّا امرأة واحدة لها هذا الجمال في الأسنان، و هاتان الشفتان الورديتان، فالسيّدة كومب لم لا تدخر وسعا في محاولة اختداع المعجبين بها؟» فسمع هذا الجواب أشخاص كانوا هناك و أصبح في الغد حديث الدوائر و المجالس.

مجالس القضاء و المحلفون و الوكلاء [1]

في لندن عدّة مجالس للقضاء، و لكل منها مقاطعة خاصّة، و قضاة معلومون، و المجلس الّذي يحاكم فيه المجرمون يسمّى «أولدبيلي» و لعرفاني عدّة من قضاة هذا المجلس كنت أحضر جلساته القضائية بغير انقطاع.

و كل إنسان من الرعية الإنكليزية له الحق في أن يحاكمه «جوري» أي‌


[1] الوكلاء جمع الوكيل و قد سموا في النصف الأخير من القرن العشرين بالمحامين جمع المحامي، اقتداء بالمصطلح الغربي كما زعموا مع أنّ المحامي لا يستأجر لأنّ المحاماة اندفاع ذاتي غير مأجور من المحامي لذب المعتدي أو الاعتداء عن إنسان أو شي‌ء معتدى عليه. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست