responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 125

الغالب على الوزراء و يمثلونهم في أحوال مضحكة قائلين عليهم ذما أو موجهين الكلام إلى «جون بول» الّذي يكون له الفوز دائما بالأجوبة البديهية الدالة على حمق أو الرمزية الّتي ينحله إيّاها مصورو الصور المسخيّة «الكاريكاتور». و الوزير في هذه الصور يصور دائما بحالة مضحكة لا يستطيع أن لا يضحك منها هو نفسه إن نظر إليها.

و مع ما ذكرت فالمساواة لها وجود في الظاهر بإنكلترا أصدق من وجودها في الحقيقة، فالبون فيها بين الغني و الفقير أبعد منه في بلاد الهند فالخدم لا يستطيعون أن يتركوا خدمة سادتهم قبل أن ينذروهم بذلك و هم مكرمون في سيرهم إكرام العبيد عندنا في هندستان، و الأغنياء و المتميزون بأوروبا لهم الفضل الّذي لا يقدر في استطاعتهم التنزه في أي موضع يستحسنونه، من غير أن تحف بهم الجواسيس أعني من غير أن يحف بهم الخدم، كما هو مألوف في الشرق، و لا أستطيع أن أوضح السرور الّذي دخل على نفسي عند وصولي إلى أوروبا، و شعوري بكوني حرا في أن أتنزه و لا يتعقبني متعقب و أن أدخل الدكاكين و أتحدث مع من أشاء، بالضد و العكس ممّا هو العادة في الشرق، و يجب أن لا يذهب الظن مع ذلك استنتاجا ممّا قلت، إلى أنّه من الأمور المباحة في أوروبا لكل إنسان أن يتبع أهواءه و يشبع جميع شهواته، فالمجتمع مضبوط بقوانين و آيين‌ [1]، قد تؤدّي مخالفتها إلى نتائج سيّئة، مثال ذلك أن يرى رجل من الفضلاء الظرفاء في موضع عام يشرب شرابا مع ناس من عامّة الشعب، أو يرى في الطرق متنزها مع فتاة لا ترديد لامس، فإذا رآه أحد من معارفه تجنّبه باحتقار، و كذلك الحال إذا استجاز لنفسه أقل مخالفة للقوانين، فإنّه يعتقل في الحال و يودع السجن فإن ثبت عليه ارتكابه الشغب أو تدنيس المقدس أو الكفر عوقب أشد عقاب، و الوزراء أنفسهم كثيرو الاحترام للقوانين بحيث إذا وجدوا فيها خطأ أو استحالة تطبيق أو مخالفة للشعور العام لا يستطيعون المجاهرة بطلب إلغائها في مجلس الأمّة «البرلمان» و إنّما يجتهدون في الدعوة إلى تبديل في الأسلوب بأن يقترحوا عدّة تعديلات.


[1] الآيين هو العادات الاجتماعية. (المترجم).

نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست