هو أبو طالب بن محمّد خان، كما ذكر هو في سيرة نفسه في أوّل رحلته، و قد فصلنا ذلك عن رحلته، و سنذكره بنصه قبل سرد الرحلة، و ذكر أن أباه كان يلقب بالحاجي و بالبيك فاسمه و لقبه هما «حاجي محمّد بيك خان» و أصله تركي و ولد بأصبهان، و قد اضطر جور الشاه نادر شاه أباه أبي طالب منذ شبيبته أن يهاجر إلى البلاد الهندية و التجأ إلى أبي المنصور خان النواب فأحسن استقباله و تلقّيه و اصطنعه، و لما مات نويل راي والي كورة أوده خلفه في هذا المنصب الخطر تعيينا محمّد قلي خان ابن أخي النواب المذكور آنفا، و صار والده من أقرب المقربين إليه ثمّ مات النواب أبو المنصور خان سنة 1167 ه- 1753 م و خلفه ابنه شجاع الدولة، و قد حمله حسده لابن عمه محمّد شجاع أن أمر باعتقاله و قتله، و شاعت قسوته و عمّت حتّى أتباع القتيل، فأراد أن يعتقل والد أبي طالب حاجي محمّد بيك مع أنه كان قد اعتزل قبل وقوع هذه المصيبة و سكن هو و عياله لكنو [1]. و لما علم والده بما نواه النواب شجاع الدولة التجأ إلى البنغال مع أفراد من خدمه، و كان سفره سفر الخائف بحيث لم يحمل معه إلا ذهبه و جواهره، و بقيت أمواله الأخرى تحت سطوة مضطهده، فقضى عدّة سنين في البنغال ثمّ مات في مقصود آباد سنة 1182 ه- 1768 م و كان قد استقدم أهله قبل ذلك.
و كان أبو الحسن جده لأمه رجلا تقيا دينا صينا، و كان من بلد بهاء الملك سعدي خان جد ملك أوده الحالي و كان مخلصا له كل الإخلاص
[1] و تعرف أيضا بلكأنو و هي من مدن البلاد الهندية المشهورة. (المترجم).