نام کتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة نویسنده : أبو طالب بن محمد الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 119
بعض الدكاكين يوما ليختبر صبر التاجر أو ليمزح معه و استباعه [1] جوخا، فنشر له التاجر عدّة قطع منه، فلم يختر منها شيئا فأعادها التاجر إلى مواضعها و جاء بقطع أخرى، فقال له الظريف: إنّها ساذجة، و لغيرها قال له: إنّها غالية جدا و لم يعجبه لون من الألوان و بعد أن أشغل الدكان أكثر من ساعة واحدة، وقع اختياره على قطعة من المعروضات الأخيرة سعرها:
كل ذراع بخمسة و عشرين شيلينا، و انتظر التاجر أن يكون المقدار الّذي يريد ابتياعه منه في الأقل ست أذرع أو خمسا، و لكنّه دهش حين رأى أنّ الرجل الظريف المبتاع الحصيف يخرج من جيبه شيلينا واحدا و يرجو منه أن يقطع من الجوخ ما قيمته شيلين واحد. فزمّ التارج ضجره و أخذ الشيلين فوضعه على قطعة الجوخ و قوّره بمقدار الشيلين فأعطاه الرجل الظريف و تم التبايع بينهما على هذه الصورة، و سلّم أحدهما على الآخر باحترام.
و قد اختلّت ساعتي فعزمت على ابتياع ساعة أخرى، ثمنها أقل من الأولى، فدخلت دكان ساعاتي و استعرضته عدّة ساعات من ساعاته، فأعجبتني واحدة منها ذكرت اسمي للساعاتي و رجوت منه أن يترك الساعة معي حتّى الغد، فإن وافقت مأربي دفعت إليه ثمنها و إلّا أعدتها إليه، و مع أنّي غير معروف حقا عنده [2] وافق على طلبي و أخذت الساعة، ليختبرها واحد أو اثنان من أصدقائي، فاتفقوا على أنّها ساعة رديئة و نصحوا لي بإلحاح أن أعيدها إلى التاجر، غير أنّ لطف الرجل أخذ بمجامع قلبي فدفعت إليه ثمنها على رداءتها.
و هذه الدكاكين قد اعتاد أصحابها أن يرسلوا بالشيء المبتاع إلى مثوى شاريه و إن كان ثمنه قليلا [3]، و كانت دار الشاري في الطرف الآخر من لندن، إنّهم يجعلون الاعتماد في الغالب يمتد شهرا أو شهرين لناس لا يعرفون من عاداتهم شيئا، و يجري عليهم كثير من سرقات الاحتيال لبيعهم على هذا المنوال. و كانت سيّدة ذات فضل مفضول تسكن في الشارع الّذي