نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الكاشاني جلد : 1 صفحه : 77
المقصد الثاني في حكم الغناء شرعا
فإذا عرفت أنّ الغناء هو الصوت المطرب، فاعلم أنّ هذا الصوت على ثلاثة وجوه.
أحدها: أن يكون بنفسه لهوا مهيّجا للشهوات، مزيّنا للسيّئات، داعيا إلى المحرّمات، كالصوت المعروف بالتصنيف، فإنّه بنفسه محرّك للقلب إلى الشهوات الباطلة، و إن لم يقترن بالملاهي، و لا بالكلمات المفهمة للمعاني.
و ثانيها: أن يكون داعيا الى ما ذكر بواسطة اشتماله على الكلمات المهيّجة للشهوة، و التشبيبات بالأمارد و النسوة، أو استعماله في مجالس شرب الخمور و الاستعداد للفسق و الفجور، أو صدوره من أمرد حسن الوجه أو امرأة مليحة حسناء، و إن لم يكن بنفسه- لو لم تكن هذه العوارض- مهيّجا للشهوات، و مزيّنا للسيئات، و مقوّيا لأباطيل الخيالات.
و من هنا يختلف باختلاف الأشخاص، و الأحوال، و الأوقات، و باختلاف المستمعين و المغنّين.
فالفرق بين الوجهين: أنّ الوصف باللهو في الأوّل ذاتيّ، و في الثاني عرضيّ، و إلّا فلا فرق بينهما في كون الصوت فيهما لهويّا.
و مرادنا بالذاتيّ: الوصف الذي لا يفتقر في ثبوته إلى واسطة، لا ما لا يتخلّف أصلا.
فلا يتوهّم: أن اللهو لا ينفكّ عن الصوت المطرب، فليتأمّل.
و ثالثها: أن يكون مجرّدا عن الوصفين، فقد يكون مذكّرا لأمور الآخرة منسيا لشهوات
نام کتاب : ذريعة الاستغناء في تحقيق الغناء نویسنده : ملا حبيب الله الكاشاني جلد : 1 صفحه : 77