تنص المصادر التاريخية على شهرة المأثور عن الإمام عليّ، قال اليعقوبي (ت/284) عن الإمام عليّ 7 : «و الذي حفظ الناس عنه من خطبه في سائر مقاماته أربعمائة و نيف و ثمانون خطبة، يوردها على البديهة، تداول الناس ذلك عنه قولا و عملا»[1] .
و قال إبن عبدالبر: «و خطبه و مواعظه و وصاياه لعمّاله، إذ كان يخرجهم إلى أعمال كثيرة مشهورة، لم أر التعرض لذكرها، لئلاّ يطول الكتاب، و هي حسان كلّها» [2] .
و قال أيضا: «الذي يرجع إلى أقضية علي و خطبه و وصاياه يرى أنه قد وهب عقلا ناضجا و بصيرة نافذة و حظا وافرا من العلم و قوة البيان» [3] .
و لا غرابة في ذلك فإنّ لمحة عن تواريخ حياة الإمام علي 7 تكشف سرّ المؤهلات التي تجعله في المستوى المطلوب، فإن كل حادثة مرّت بحياته تقتضي قولا فصلا من رجل مثله كان في قمّة المسؤولية الملقاة على عاتقه.
ففي سنة 23 قبل الهجرة ولد الإمام علي 7 في 13 رجب.
و في سنة 10 قبل الهجرة كان أول من اعتنق الإسلام و آمن بنبوّة رسول اللّه 6.
و في سنة 1 هـ-بات في فراش النبي 6 حفاظا على حياة الرسول 6 ليلة الهجرة.
و في سنة 2 هـ-تزوّج بسيدة النساء فاطمة بنت رسول اللّه 6، و ساهم في وقعة بدر الكبرى.
و في سنة 3 هـ-ساهم في معركة أحد.
و في سنة 4 هـ-ساهم في معركة الخندق و خيبر و الحديبية.
و في سنة 10 هـ-ساهم في فتح مكة، و أوفده النبي 6 إلى اليمن.
و في سنة 11 هـ-كانت وفاة النبي 6، و واجه احداث السقيفة، و لم يشارك فيها لأنّه