و يشير إلى طيبة أرومتها و إلى المدرسة الاولى التي تخرّجت منها بقوله:
آباؤك الغرّ الذين تفجّرت # بهم ينابيع من النعماء
من ناصر للحق أو داع إلى # سبل الهدى أو كاشف الغمّاء
نزلوا بعرعرة السنام من العلى # و علوا على الأثباج و الأمطاء
من كلّ مستبق اليدين إلى الندى # و مسدّد الأقوال و الآراء
و لا يجد من فقد امّا صالحة عزاء سوى أعمالها الصالحة التي تؤنسها في الوحشة و الوحدة، فيختم رثاءه بقوله:
معروفك السامي أنيسك كلّما # ورد الظلام بوحشة الغبراء
و ضياء ما قدّمته من صالح # لك في الدجى بدل من الأضواء
إنّ الذي أرضاه فعلك لم يزل # ترضيك رحمته صباح مساء
صلّى عليك، و ما فقدت صلاته # قبل الرّدى و جزاك أيّ جزاء
لو كان يبلغك الصفيح رسائلي # أو كان يسمعك التراب ندائي
لسمعت طول تأوّهي و تفجّعي # و علمت حسن رعايتي و وفائي
كان ارتكاضي في حشاك مسببا # ركض الغليل عليك في أحشائي
[1]
و لعل أروع ما فيها قوله:
لو كان مثلك كلّ أمّ برّة # غني البنون بها عن الآباء
[1] ديوان الشريف الرضي 1: 26-30.