قال الرضي: «و رأيت كلامه 7 يدور على أقطاب ثلاثة، أوّلها:
الخطب و الأوامر، و ثانيها: الكتب و الرسائل، و ثالثها: الحكم و المواعظ، فأجمعت بتوفيق اللّه جل جلاله على الابتداء باختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب، ثم محاسن الحكم و الأدب، مفردا لكل صنف من ذلك بابا» .
و في هذا المقطع يشير الشريف الرضي إلى تبويب الكتاب في ثلاثة أبواب رئيسية لم يرقمها بالعدد، و هي:
1-الخطب و الأوامر، و عددها (239) .
2-الكتب و الرسائل، و عددها (79) .
3-الحكم و المواعظ، و عددها (478) .
كما أضاف الشريف الرضي فصلا قصيرا، لم يذكره في الخطبة، بل ذكره في باب الحكم و المواعظ بعنوان: «فصل نذكر فيه شيئا في اختيار غريب كلامه المحتاج إلى التفسير» و قد بلغت تسعة أحاديث، و المظنون أنّ زيادة غريب كلامه إنّما كانت بعد أن طالع غريب الحديث لابي عبيد فجاراه و أفرد بابا له. كما يدل على ذلك قوله: «هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام» [1] ، فقد أورد أبو عبيد اللّه القاسم بن سلام (ت/224) في غريبه بعضها، و أيضا ابن قتيبة عبد اللّه بن مسلم المروزي (ت/257) في غريب الحديث، و قال: ابن أبي الحديد في آخر شرحه: «و أنا الآن أذكر من كلامه الغريب ما لم يورده أبو عبيد و لا ابن قتيبة في كلامهما، و أشرحه أيضا» و سيأتي الكلام عن ذلك في موضعه.