و عن سبب هذا الاختيار قال: «فإنّي كنت في عنفوان شبابي و غضاضة الغصن ابتدأت بتأليف كتاب في خصائص الأئمة : يشتمل على محاسن أخبارهم و جواهر كلامهم صلوات اللّه عليهم، حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب، و جعلته أمام الكلام و فرغت من الخصائص التي تخصّ أمير المؤمنين عليا 7، و عاقت عن إتمام بقيّة الكتاب محاجزات الأيّام و مماطلات الزمان، و كنت قد بوّبت ما خرج من ذلك أبوابا، و فصّلته فصولا، فجاء في آخرها فصل يتضمّن محاسن ما نقل عنه 7 من الكلام القصير في المواعظ و الحكم و الأمثال و الآداب، دون الخطب الطويلة و الكتب المبسوطة» .
في هذا المقطع يصرّح الشريف الرضي بامور:
1-انه ألّف كتاب خصائص الأئمة : و لم يتم منه سوى ما يخص الإمام عليّ بن ابي طالب 7 فقط.
2-التأليف كان في عنفوان شبابه.
3-كان في آخر الكتاب فصل يتضمّن محاسن ما نقل عن الإمام أمير المؤمنين 7 من الكلام القصير فقط.
4-إنّه ألّف خصائص الأئمة في تاريخ 383 كما صرح به في مقدمة الخصائص.
5-إنّه جمع نهج البلاغة بعد الخصائص.
و تواريخ ميلاد الشريف 359، و إتمامه نهج البلاغة عام 400، و وفاته عام 406 يمكن أن نستلخص من هذه النقاط عدّة حقائق تاريخية، هي:
إنّ الشريف الرضي ألّف كتاب الخصائص و قد بلغ من العمر 24 عاما و هو عنفوان