responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 98

وجود الأقرب منها إليه له، يحكم بكونها وسطا إضافيا لأقربيتها إليه بالنسبة إلى سائر المراتب فالاعتدال الإضافي له عرض، وسطه الاعتدال الحقيقي، و طرفاه طرفا الإفراط و التفريط، إلا أنه ما لم يخرج عن هذين الطرفين يكون اعتدالا إضافيا، و كلما كان أقرب إلى الحقيقي كان أكمل و أقوى، و إذا خرج عنهما دخل في الرذيلة.

لا يقال: على هذا ينبغي أن يكون الاعتدال الطبي في المزاج أيضا كذلك أى له عرض وسطه الاعتدال الحقيقي و طرفاه خارجان عن الاعتدال الطبي حتى أنه كلما قرب إلى الحقيقي صار الطبي أقوى و أكمل مع أنه ليس الأمر كذلك، إذ القياس يقتضي الخروج عن الاعتدال الطبي، أو ضعفه لقربه إلى الحقيقي.

«بيان ذلك» أن الاعتدال الحقيقي في المزاج أن تكون أجزاء العناصر متكافئة القوة، و الاعتدال الطبي في نوع الإنسان أو شخص من أشخاصه أن تكون الأجزاء الحارة مثلا من عشرة إلى اثنى عشرة، و الباردة من ثمانية إلى تسعة، و اليابسة من سبعة إلى ثمانية، و الرطبة من ستة إلى سبعة، فإذا كانت الأجزاء الحارة ستة، و الباردة خمسة، و اليابسة أربعة، و الرطبة ثلاثة كانت خارجة عن الاعتدال الطبي، مع صيرورته أقرب إلى الحقيقي، بل إذا فرضت تكافؤ أجزاء العناصر الأربعة حتى حصل نفس الاعتدال الحقيقي خرجت أيضا عنه، فلا يكون الحقيقي وسط الطبي حتى أنه كلما يصير إليه أقرب يكون أقوى و أكمل.

لأنا نقول نحن لا ندعى: أن الحقيقي وسط الطبي بل هو أمر مغاير له، و الحقيقي في طرفه الخارج، فإن له طرفين: «أحدهما» أن تصير الأجزاء

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست