responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 85

القوى الأربع و تمازجها، فتهذب كل واحد منها، و يحصل له ما يخصه من الفضيلة، فيحصل، من تهذيب العاقلة العلم و تتبعه الحكمة، و من تهذيب العاملة العدالة، و من تهذيب الغضبية الحلم و تتبعه الشجاعة، و من تهذيب الشهوية العفة و تتبعه السخاوة. و على هذا تكون العدالة كمالا للقوة العملية.

(بطريق آخر)

قيل: إن النفس لما كانت ذات قوى أربع العاقلة و العاملة و الشهوية و الغضبية، فإن كانت حركاتها على وجه الاعتدال، و كانت الثلاث الأخيرة مطيعة للأولى، و اقتصرت من الأفعال على ما تعين لها، حصلت أولا فضائل ثلاث هي الحكمة و العفة و الشجاعة، ثم يحصل من حصولها المترتب على تسالم القوى الأربع، و انقهار الثلاث تحت الأولى حالة متشابهة هي كمال القوى الأربع و تمامها، و هي العدالة. و على هذا لا تكون العدالة كمالا للقوة العملية فقط، بل تكون كمالا للقوى بأسرها:

و على الطريقين تكون أجناس الفضائل أربعا: «الحكمة» و هي معرفة حقائق الموجودات على ما هي عليه، و الموجودات إن لم يكن وجودها بقدرتنا و اختيارنا فالعلم المتعلق بها هو الحكمة النظرية، و إن كان وجودها بقدرتنا و اختيارنا فالعلم المتعلق بها هو الحكمة العملية. «و العفة» هي انقياد القوة الشهوية للعاقلة فيما تأمرها به و تنهاها عنه حتى تكتسب الحرية، و تتخلص عن أسر عبودية الهوى. «و الشجاعة» و هي إطاعة القوة الغضبية للعاقلة في الأقدام على الأمور الهائلة، و عدم اضطرابها بالخوض فيما يقتضيه رأيها حتى يكون فعلها ممدوحا، و صبرها محمودا. و تفسير هذه الفضائل الثلاث‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست