responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 79

الأربع كانت مشاركته لما ينسب إليه أكثر حتى إذا صارت الغلبة تامة لكان هو هو.

فانظر يا حبيبي أين تضع نفسك، فإن الغلبة لو كانت لقوتك الشهوية حتى يكون أكثر همك إلى الشهوات الحيوانية كالأكل و الشرب و الجماع و سائر النزوات البهيمية، كنت واحدا من البهائم. و إن كانت لقوتك الغضبية حتى يكون جلّ ميلك إلى المناصب و الرياسات الردية، و إيذاء الناس بالضرب و الشتم، و باقي الحركات السبعية، نزلت منزلة السباع، و إن كانت لقوتك الشيطانية حتى يكون غالب سعيك في استنباط وجوه المكر و الحيل للوصول إلى مقتضيات قوتي الشهوة و الغضب بأنواع الخداع و التلبيسات الوهمية دخلت في حزب الأبالسة. و إن كانت لقوتك العقلية حتى يكون جدك مقصورا على «أخذ» [1] المعارف الإلهية و اقتفاء [2] الفضائل الحلقية عرجت إلى أفق الملائكة القادسة، فمن كان عاقلا غير عدو لنفسه وجب عليه أن يصرف جلّ همه في تحصيل السعادة العلمية و العملية، و إزالة النقائص الكامنة في نفسه، و ليقتصر على الأمور الشهوانية، و اللذات الجسمانية بقدر الضرورة، بأن يكتفي من الغذاء بما يحفظ اعتدال مزاجه و قوام حياته و لا يكون قصده منه الالتذاذ، بل سدّ الضرورة و دفع الألم، و لا يضيع وقته في تحصيل أزيد من ذلك، فإن تجاوز عنه فبقدر ما يحفظ رتبته، و لا يوجب مهانته و ذلته، و من اللباس بقدر ما يستر العورة، و يدفع الحر و البرد، فإن تجاوز عن ذلك فبقدر ما لا يؤدي إلى حقارته، و لا يوجب السقوط بين أقرانه و أهل طبقته، و من الجماع بقدر ما يحفظ نوعه «و يبقى


[1] لم توجد في نسختنا الخطية و لكنها موجودة في نسخة خطية أخرى و في المطبوعة.

[2] في نسختنا الخطية هكذا «و اقتناء» .

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست