responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 73

و الأزمان، فلا يزول صبره بحدوث المصائب و الفتن، و لا شكره بورود النوائب و المحن، و لا يقينه بكثرة الشبهات، و لا رضاه بأعظم النكبات، و لا إحسانه بالإساءة، و لا صداقته بالعداوة. و بالجملة لا يحصل التفاوت في حاله، و لو ورد عليه ما ورد على أيوب النبي 7 أو على برناس الحكيم، لشهامة ذاته، و رسوخ أخلاقه و صفاته. و عدم مبالاته بعوارض الطبيعة، و ابتهاجه بنورانيته و ملكاته الشريفة، بل السعيد الواقعي لتجرده و تعاليه عن الجسمانيات خارج عن تصرف الطبائع الفلكية، متعال عن تأثير الكواكب و الأجرام الأثيرية فلا يتأثر عن سعدها و نحسها، و لا ينفعل عن قمرها و شمسها. أهل التسبيح و التقديس لا يبالون بالتثليث و التسديس، و ربما بلغ تجردهم و قوة نفوسهم مرتبة تحصل لهم ملكة الاقتدار على التصرف في موارد الكائنات، و لو في الأفلاك و ما فيها، كما حصل لفخر الأنبياء و سيد الأوصياء صلوات اللّه عليهما و آلهما من شق القمر و ردّ الشمس.

و قد ظهر مما ذكر أن من يجزع بورود المصائب الدنيوية، و يضطرب من الكدورات الطبيعية، و يدخل نفسه في معرض شماتة الأعداء و ترحم الأحباء، خارج عن زمرة السعداء، لضعف غريزته و غلبة الجبن على طبيعته، و عدم نبله بعد إلى الابتهاجات التي تدفع عن النفس أمثال ذلك.

و مثله لو تكلف الصبر و الرضا و تشبه ظاهرا بالسعداء لكان في الباطن متألما مضطربا، و هذا ليس سعادة لأن السعادة الواقعية إنما هو صيرورة الأخلاق الفاضلة ملكات راسخة بحيث لا تغيرها المغيرات ظاهرا و باطنا.

بلغنا اللّه و جميع الطالبين إلى هذا المقام الشريف.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست