responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 60

و بالفارسية:

أي نقد أصل و فرع ندانم چه گوهري # كز آسمان بلندتر و از خاك كمتري‌

و إلى ذلك التفاوت يشير قول سيد الرسل 6: «إني وزنت بأمتي فرجحت بهم» ، و لا ريب في أن هذا التفاوت لأجل الاختلاف في الأخلاق و الصفات، لاشتراك الكل في الجسمية و لواحقها.

و هذا العلم هو الباعث للوصول إلى أعلى مراتبهما، و به تتم الإنسانية و يعرج من حضيض البهيمية إلى ذرى الرتب الملكية، و أي صناعة أشرف مما يوصل أخس الموجودات إلى أشرفها، و لذلك كان السلف من الحكماء لا يطلقون العلم حقيقة إلا عليه، و يسمونه بالإكسير الأعظم، و كان أول تعاليمهم، و يبالغون في تدوينه و تعليمه، و البحث عن إجماله و تفصيله، و يعتقدون أن المتعلم ما لم يهذب أخلاقه لا تنفعه سائر العلوم.

و كما أن البدن الذي ليس بالنقي كلما غذوته فقد زدته شرا، فكذلك النفس التي ليست نقية عن ذمائم الأخلاق لا يزيده تعلم العلوم إلا فسادا.

و لذا ترى أكثر المتشبهين بزي العلماء أسوأ حالا من العوام مائلين عن وظائف الإيمان و الإسلام، إما لشدة حرصهم على جمع المال، غافلين عن حقيقة المآل، أو لغلبة حبهم الجاه و المنصب، ظنا منهم أنه ترويج للدين و المذهب، أو لوقوعهم في الضلالة و الحيرة لكثرة الشك و الشبهة، أو لشوقهم إلى المراء و الجدال في أندية الرجال، إظهارا لتفوقهم على الأقران و الأمثال أو لإطلاق ألسنتهم على الآباء المعنوية من أكابر العلماء و أعاظم الحكماء، و لعدم تعبدهم برسوم الشرع و الملة، ظنا منهم أنه مقتضى قواعد الحكمة، و لم يعلموا أن الحكمة الحقيقة ما أعطته النواميس الإلهية و الشرائع الثبوية، فكأنهم لم يعلموا أن العلم بدون العمل ضلال، و لم يتفطنوا قول نبيهم 6: «قصم ظهري رجلان، عالم متهتك، و جاهل‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست